هذا السؤال طرحته على نفسي كثيرا - كوني أحد عمال قطاع التربية -
مالسبب الذي يجعل الجميع - جرائد . تلفزيون هيئات أولياء . عامة الناس في الشارع - يتحاملون على عمال قطاع التربية كلما استعملوا حقهم القانوني والمشروع - الاضراب - في التعبير عن تذمرهم من الوضع المتعفن في قطاعهم .
لماذا لا يحدث ذلك حينما يضرب الأطباء - الصيادلة - عمال الحجار - البريد - البلديات - النقل الحضري - المواصلات
أكيد سيقول البعض بأن الأمر يتعلق بمصير التلاميذ الأبرياء . لكن هل التلاميذ يتأثرون فقط باضراب الأساتذة والمعلمين
ألا يتأثر هؤلاء التلاميذ بما يحدث في المؤسسات التربوية من اختلالات بسبب الاستخلاف والذي لم نسمع عاقلا تحدث عنه خصوصا هيئات أولياء التلاميذ
ألا يتأثر نفس هؤلاء التلاميذ بتغيير البرامج والمناهج بين عشية وضحاها وهم يستعملون كفئران تجارب
ألا يتأثر هؤلاء التلاميذ بانعدام الوسائل التربوية الايضاحية وخصوصا في الطور الابتدائي
ألا يتأثرون بوجود أساتذة يدرسونهم لأول مرة من الجامعة إلى القسم بدون أي تكوين ومنهم من اختصاصاتهم الجامعية لا تمت بصلة للمنصب الذي عين فيه . ( درس معي أساتذة اختصاص هندسة الكتروتقنية و علوم اقتصادية )
ألا يتأثرون بكثرة الكتب وثقلها ( تلميذ سنة أولى ابتدائي ست كتب كاملة )
ألا يتأثرون بما يحدث من عبث في توزيع الدروس ( يدرس الدرس رقم 1 ثم 5 ثم 17 ثم يعود للدرس الثاني )
كل هاته المؤثرات التي ذكرتها وهي قطرة من بحر لا أحد تحدث عنها في مجتمعنا . لأنها ببساطة خط أحمر فهي تعني مواجهة أصحاب القرار وحينما يتكلم الأستاذ المسكين عن حقه يوصف بأبشع الصفات .
سبحان الله . عودوا لرشدكم يا من تكيلون الاتهامات للمعلمين والأساتذة
ولتعلموا أن قيمة التعليم من قيمة المجتمع . ولا يمكن للتعليم أن يكون له قيمة إلا إذا عادت قيمة المعلم .