أين نحن من هذه الاخلاق؟

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأصلى وأسلم على حبيبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
أم بعد اخوتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم أخوكم المهذب يأتيكم بقصة موجودة في الاثر وواقعية تقشعر النفوس لسماعها وتهدأ عندما تعلم بأنها أحسن التوكل على خالـق العباد,كما أنهاتبين لنا كيف هي حقيقة المؤمن الصادق الذي يجعل نصب عينيه أن أمره بيد القديرالذي يعرف مصلحته أكثر منه,ولكم اخوتي الحكاية :
كان شاب يمشي بالقرب من بستان واذا به ينظر في الارض فاذا بتفاحة على الارض
سقطت من أحد أشجار البستان,ومع أنه كان جائعا فوضع فمه على التفاحة وأخذ منها فما الا أنه وبسرعة تفطن بأنها ليست له ولايجوز له أكلها خاصة وأنه يعرف مصدرها البستان فبسرعة الخائف المترقب أسرع الى صاحب البستان وطرق عليه الباب فاذا به شيخا وقرافبعد عبارات الترحيب وافشاء السلام قدم هذا الشاب التفاحة لصاحبها وقال له أرجوك أن تسامحني على الفم الذي أكلته منها حتى يرضى علي ربي.
فنظر اليه هذا الشيخ ثم قال له والله ما سامحتك حتى تقبل شرطي فلما كان هذا الشاب جادا وخائفامن مراقبةربه له ومن غضب المولى عز وجل قال أشرط وأنا موافق على كل شروطك فقال الشيخ , ان عندي بنت صماء ( لاتسمع) وبكماء(لا تتكلم)وعرجاء (رجلها قصيرة) فان قبلت بها زوجة سامحتك فقال هذا الشاب المؤمن الموحد قبلت .
ولما كانت ليلة الزفاف ودخل العريس(الشاب) على عروسه فقال السلام عليكم فردت الفتاة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثم وقفت وأسرعت اليه وأعطته الاكل كي يتعشي , فنظر اليها وهو مندهش وقال ماذا عن الصفات التي ذكرها والدك فقالت
نعم صماء لانني لم أسمع الكلام الفاحش والبذيئ, وبكماء للانني لم أقل مايغضب الله
وعرجاء للانني لم أذهب برجلاي الى الاماكن التي تغضب المولى عز وجل
أتدرون يا اخوة من هي هذه المرأة ومن هو هذا الشاب انهما ,والد ووالدة الامام الشافعي. أرجو اخوتي اننا وصلنا الى المعنى ومن اخيكم المهذب السلام