السلام عليكم ورحمة الله، إعلموا يا إخوان أن هناك أنواع للغضب فيها المحمود وفيها المنبود وفيها المقدر، فأما المحمود فهوالغضب لله تعالى كأن يرى حرمات الله تنتهك وقد كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يغضب لتلك الأمور بل روي عنه أن وجهه الشريف كان يحمر من شدة الغضب، وإذا كان خالقنا تعالى يغضب للأمور الجليلة وكلنا يعرف الحديث القدسي عن الشفاعة يوم القيامة حينما تطلب أمة محمد الشفاعة من آدم وباقي الأنبياء عليهم السلام فيجيبون بهذه العبارة" إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثل....إلى آخر الحديث."، فلما لا نغضب إذا كان الأمر يستحق الغضب كما قال الشافعي " من استغضب ولم يغضب فهو حمار"، وأما الغضب الغير محمود فهو الغضب لأتفه الأسباب والذي كثيرا ما يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وقد فصل العلماء الكثير من الكتب والمجلدات في حديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم "لا تغضب"، كما أفتى فيه الأطباء وحتى علماء النفس، وأخيرا لا ننسى أن هناك من الناس من خلقوا مصابون بهذا المرض والذي يطلق عليه الأطباء مرض الأعصاب وهم معذورون، هذا رأيي المتواضع مع شكري لصاحب الموضوع والسلام.