فرق كبير بين أن تبادر و بين أن تحشر في الزاوية لا تملك سوى رد الفعل لحفظ ماء الوجه
الجزائر قطعت عللاقتها الديبلوماسية بايران حينما حشرت هذه الأخيرة أنفها في الشأن الداخلي الجزائري
ايران عبرت عن ادانتها لتوقيف المسار الانتخابي في الجزائر ثم تلاه ما راج و قيل عن تدريب ايران و تسليح للجماعات المسلحة النشطة في الجزائر فمن الطبعي جداً أن يتم وضع حد لهذه العلاقة و هذا ما تم فعلا ،إلى أن تغيرت الأوضاع و تبدلت الظروف بمجيئ بوتفليقة كرئيس للدولة الجزائرية و الذي كان له راي في الانقلاب ضد المسار الانتخابي كتموضع يجنبه اي ضغوطات أو احراج في الداخل و الخارج و هو المقبل على استكمال مشروع الوئام و السلم المدني الذي تمخض عنه مشروع المصالحة الوطنية بصيغتها التي أنهت حقبة من حلقة مفرغة أتت على الأخضر و اليابس و بالتالي طي الصفحة و التفرغ لتنشيط المفاعيل السياسية و تحريك الآلة الديبلوماسية لتحسين صورة الجزائر في الخارج الذي كان ينظر للجزائري على أنه ارهابي و دموي ، و منها اعادة ما تهشم الى سيرته الأولى و أحسن مما كان عليه من ابداء حسن النية في ايجاد أرضيات مبنية على الاحترام و الاحترام المتبادل لتطبيع العلاقات الديبلوماسية مع الدول التي تأزمت معها العلاقات في وقت سابق تحت ظرف غير مستقر
فإن اعادة الجزائر لعلاقتها الديبلوماسية مع ايران لم تأتي من فراغ و إنما نتيجة لسياسة الانفتاح و اعادة الاصلاح من طرف الجانبين خاصة في ظل حكومة خاتمي-رئيس ايران - أنداك الاعتدالية المحسوبة على التيار المعتدل في ايران عكس المتشددين الذين تسببوا في الأزمة
السياسة مصالح لا توجد فيها عداء دائم مثلما لا توجد فيها صداقة مؤكدة
آخر شيئ يمكن التفكير فيه هو اعتبار فرض التاشيرة لدخول المروك هو أمر عادي لا يخفي ورائه أموراً مرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين المتجادبة على أكثر من صعيد
من يريد من الجزائر أن تفتح حدودها البرية مع المروك عليه أن يبرز رايه في الكيفية التي فرضت فيها السلطات المروكية الفيزا على الجزائريين
ربما الاقتصاد الجزائري متضرر لمحالة من غلق الحدود لكن الخاسر الأكبر هم المستثمر المروكي و الانسان البسيط في المروك على الحدود مع الجزائر الذي كان يقتات على ما يجلبه السائح الجزائري في جيبه