حمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على نبينا و على آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
إن التاريخ الإسلامي في مختلف عصوره شهد الكثير من القلاقل والفتن، من بعض من ينتسب للإسلام ممن لم يحقق المعنى الصحيح للإسلام ، وإن من أبرز من أثار الفتن والمشكلات عبر التاريخ (فرقة الخوارج) وهم الذين خرجوا على ولي الأمر في آخر عهد عثمان رضي الله عنه، ونتج عن خروجهم قتل عثمان، ثم زاد شرهم في خلافة علي رضي الله عنه، وانشقوا عليه، وكفروه، وكفروا الصحابة لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم، ومما عرف به الخوارج أنهم يقاتلون المسلمين دائما، فقتلوا عثمان، وقتلوا بن أبي طالب، وقتلوا الزبير وقتلوا خيار الصحابة، وما زالوا يقتلون المسلمين.
ومذهب الخوارج أنهم لا يطيعون ولي الأمر ويرون الخروج عليه من الدين، ومن الأمر بالمعروف، عكس ما أمر الله به، من قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فطاعة ولي الأمر المسلم من الدين،
والخوارج لا يرون ذلك، كما هي حال بعض الثورات والجماعات والأشخاص اليوم بل ويحاربون ولي الأمر وينشرون معايبه ومثالبه ويقدحون فيه بكل ما أوتوا من قوة متناسين الأدلة الكثيرة والمتواترة في ذلك بل ويجعلون هذا الانحراف الواضح من دين الله تعالى وواجبا من واجبات الدين لجهلهم بالنصوص الشرعية وقلة فهمهم لذلك
قال الشيخ المحدث العلامة الألباني رحمه الله تعالى: عند حديث ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ..)
بعد أن رد على الخوارج قال: والمقصود أنهم سنّوا في الإسلام سنةً سيئة ،وجعلوا الخروج على حكام المسلمين ديناً على مر الزمان والأيام ، رغم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منهم في أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ((الخوارج كلاب النار ))
ورغم أنهم لم يروا كفراً بَواحاً منهم ، وإنما ما دون ذلك من ظلم وفجور وفسق .
واليوم – والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون- ؛ فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم لم يتفقهوا في الدين إلا قليلا ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلا فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم بل ركبوا رؤوسهم أثاروا فتناً عمياء وسفكوا الدماء في مصر وسوريا , والجزائر وقبل ذلك فتنة الحرم المكي فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا إلا الخوارج .) أنظر السلسلة الصحيحة المجلد السابع / القسم الثاني صـ1240-1243 )
و إن بلاد السعودية هي معقل الإسلام اليوم وهي حصنه الحصين فمن كادها كاده الله ومن خذلها خذله الله ومن ناصرها بالنصح و الدعاء ولزوم الجماعة نصره الله .
وإن ما اتهمت به هذه الدولة من النفاق والتكفير جزافا بشبه واهية وبتأويلات باردة من دعاة التكفير القاطنين في بلاد الكفر و الطاغوت في أمريكا وبريطانيا وغيرها هو الباطل وهو دين الخوارج وما عليه رؤوس الضلالة في هذا الزمان .
أن الدولة السعودية –حرسها الله- لا تدخل فيمن بدل الشرع ، أو حكم القوانين الوضعية ، بل هي تحكم بالشريعة ملتزمة بذلك .
وإن الذين يكفرون الحكام بمجرد أنهم لا يحكمون بالشرع الحنيف هكذا جزافاً من دون أن يرجعوا لكلام السلف فيه وكلام أهل العلم والحلم -هم جهال – بأحكام الشريعة مغرضون يريدون الدس فيه وإثارة الفتن بين المسلمين فيروجون الشبه ويزهدون في علم السلف ويصفون العلماء بأنهم قاصرون النظر لا يفهمون فقه الواقع.
ولا يظهر من الحكومة السعودية – أيدها الله ونصرها بها دينه – معاندة للشرع ولا استخفافاً به ،ولا استحقارا ، ولا استحلالاً للحكم بغير الشرع ، ولا استكباراً عن الحكم بالشرع بل هم يطبقون الشرع ولا يخرج خطؤهم عن خطأ كثير من الملوك و الخلفاء السالفين من بعد الخلفاء الراشدين ومعاوية وعبد الله بن الزبير – رضي الله عنهم –
بل ما يوجد في الدولة السعودية من خير الآن قد وجد في دول إسلامية سابقة بل وأعظم منه .
ففي دولة المأمون والمؤيد بالله والواثق بالله ظهرت البدع من الفلسفة وعلم الكلام وظهر الاعتزال والقول بخلق القرآن وتأويل الصفات وكانت السنة وأهلها أمام هذه الدولة غرباء.
وفي دولة آل سعود وفي عهد محمد بن عبد الوهاب رفعت راية التوحيد بجميع أشكالها وأنواعها وتبنتها الدولة السلفية دولة آل سعود إلى يومنا هذا .
وفي حكم الخلافة العباسية في مصر ( دولة المماليك ) كانت الخمور تباع علناً بل وتأخذ الدولة منها المكوس .
وعموماً إن الدولة السعودية دولة إسلامية تطبق الشرع وفيها تقصير وخطأ و العلماء متفقون على أنها دولة مسلمة وأن ملكها تجب مبايعته من جميع شعبه ، ويجب السمع والطاعة له في المعروف .
قال الشيخ محمد بن الصالح العثيمين -رحمه الله :-
(وإننا وغيرنا من ذوي الخبرة والإنصاف ليعلم أن بلادنا ولله الحمد خير بلاد المسلمين اليوم في الحكم بما أنزل الله وفي اجتناب سفاسف الأمور ودمار الأخلاق . ،
ليس في بلادنا ولله الحمد قبور يطاف بها وتعبد ،وليس فيها خمور تباع علناً وتشرب،وليس فيها كنائس ظاهرة يعبد فيها غير الله عز وجل ، وليس فيها مما هو معلوم في كثير من بلاد المسلمين اليوم ،فهل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين ، هل يليق به أن ينقل الفتن إلى بلادنا ، ألا فليتقوا الله وليقولوا قولا ًسديداً وليفعلوا فعلاً حميداً
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا بانتظار فريضة من فرائضك أن تقضي على الفساد والمفسدين ، اللهم اقض على الفساد والمفسدين ،اللهم اجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين)…. أ.هـ
المرجع : كتاب التحذير من التسرع في التكفير للشيخ محمد العريني ص53-65
وقال : [وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقاً للشريعة ، وهذا أمر مشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة ، بل عندها قصور كثير ، ويوجد ظلم ويوجد استئثار ، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه أقل ، ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب .
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام للمملكة حفظه الله .
[المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد ، دولة سلفية محكمة لشرع الله وسارت على هذه بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه ، ولازالت ولله الحمد على هذا النهج وقد نفع الله بها الإسلام و المسلمين في ميادين كثيرة جداً .....أهــ
وقد أدان بذلك علماء المجمع الفقهي الذي يتكون من جميع علماء المسلمين في مكة المكرمة .
و الدولة السعودية لها تاريخ مجيد في نصرة الدعوة السلفية.
وكثير من الجاهل كانوا لا يحبونهم عندما جهلوا السلفية وكانوا ضحايا الدعايات الصوفية الخرافية .
ولم يخيب الله سعيهم ولم تنتكس راياتهم حتى بلغوا الدعوة مأمنها وألقت السلفية مكانا عاليا .
واليوم نحن في خير عميم ولله الحمد والمنة عرف الناس اليوم معنى الشرك والبدعة والسلفية وكيف يعبد الله ويدعى إليه على علم وعلى بصيرة وكانت هذه المفاهيم الغالية يجري خنقها وإسكاتها لولا أن قيض الله لها هؤلاء الرجال فنصروها وأدوا ما عليهم جزاهم الله أحسن الجزاء فمن استقام منهم فهو في خير لا ينقطع ومن بدل منهم فلا يضر إلا نفسه وحقهم علينا إكرام محسنهم والتجاوز عن مسيئهم وإقالة عثراتهم والرد على كل جويهل حاقد لم يعرف لهم قدرهم .
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=556602