أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس (ت 1359) رحمه الله تعالى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد: فإن الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى علم من أعلام الدين وأحد رجاله المصلحين، عالم قد عرف قدره ومنزلته المؤالف والمخالف، وشهد له بالفضل الكبير والصغير ، وتظافرت كتابات الناس حوله على أنه رائد النهضة في الجزائر ومجدد الدين فيها، وباعث السنة وقامع البدعة ، وناشر المنهج السلفي في العصر الحديث، وأنه القائد الفعلي للجهاد الذي به تحررت الجزائر من نير الاستعمار، وإنه وإن كان هذا الأخير حدث بعد وفاته ، إلا أنهم شهدوا بأنه هو من وضع أسسه فحرر عقول الناس من قيود الطرقيين، وبث علم الكتاب والسنة الذي به تحيا القلوب وتعلو الهمم . وإنه من واجبنا نحوه باعتباره أحد علماء الأمة ومصلحيها أن نجله ونعظمه ([1])، وأن ننشر فضائله ليقتدى بها، وأن نبرز آثاره الدالة على اتباعه للسنة، نشرا للحق وهداية للخلق ، خاصة الناس المحبين والمجلين له ، وفوق كل ذلك أن نعترف له بما هو ثابت له من الفضل علينا وعلى الأمة، ذلك أنا بشعاع ضياء أمثاله تبصرنا وباقتفاء واضح رسومهم تميزنا ، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا، وما مثلهم ومثلنا إلا كما ذكر أبو عمرو بن العلاء : »ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال« ([2])
https://www.islahway.com/index.php?op...d=45&Itemid=71