بارك الله في الأخت تفاحة على اثارتها للموضوع المهم ، و الذي أصبح عقبة من عقبات الزواج ، فقدِ ازدادتْ مشكلة غلاء المهور، حتى صار الزواج عندَ بعض الناس من الأمور الشاقَّة والمستحيلة بل و قد أصبح ، وبلَغ المهر في بعض البقاع حدًّا خياليًّا لا يُطاق إلا بجبال مِن الديون التي تثقل كاهلَ الزوج، ويُؤسف كلَّ غيور أن يصِل الجشع ببعض الأولياء أن يطلُب مهرًا باهظًا من شابٍّ اختاره ليحصِّنَ به ابنته.
يقول الفاروق - رضي الله عنه -: "ألا لا تُغَالُوا بِصُدُقِ النِّساء؛ فإنَّها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله؛ لكان أولاكم بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما أصْدَق رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - امرأةً من نسائه، ولا أُصْدِقَتِ امرأةٌ من بناته أكثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً"؛ رواه أبو داود النسائي، وابن ماجه، ولعلَّه لا يَزيد في عملتنا المعاصرة على عشرين دينارًا فقط، فإذا كان هذا في حقِّ أمهات المؤمنين، وبنات سيِّد العالمين، فما بالنا نحن؟!
وقدْ ثبت أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - زوَّج بما تيسر مهما كان قليلاً، فإنَّ الله وعْد أن يبارك فيه: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].
وقدْ أنكر الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المغالين في المهور؛ حيث يروى أن جاء رجل إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: إنِّي تزوجتُ امرأةً مِن الأنصار، فقال له النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((على كَمْ تَزوَّجْتَها؟)) قال: على أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فقال له النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((على أَرْبَعِ أَواقٍ! كَأَنَّما تَنحِتون الفِضَّة من عرْض هذا الجبل! ما عندنا ما نعطيك)).