دقيقة واحدة وتعيش العمر كله سعيداً
سمات تمنع الكسل، وتحفز النفس على البذل نحو الأمل، بارتقاء يتجاوز السدود، وعطاء ليس له حدود، وبمبادرة لا تكبلها القيود، وتعويض يغني عن المفقود، ويحافظ على الموجود، وبطاقة تشحذ العزيمة، وتضفي الحيوية وتقضي على السلبية وتذكي الفعالية، وبشموخ لا يقبل الانكسار، وطموح لا يقبل الانحسار، وبهمة لا يخالطها جفاف وجفاء وتبرم واستثقال الإلزام والالتزام، وبدافع ذاتي واقتناع عقلي لا يكتفي بتنفيذ التكليف، بل يتجاوزه الى المبادرة والتخطيط.
مهارة تساعدك على حسن التوقع، وتوظيف الخيال لخلق واقع واعد متقد، واستشعار الخير في آجله، والاستعداد له في عاجله، والتمكين من رؤية الاحداث المتكاملة، وتحديد موقع كل جزئية فيها في الصورة الكاملة، وتفسيرها بطريقة صحيحة، والتركيز على المشكلة وعدم الاغراق بتفاصيلها، وحلها بأقل التكاليف، وتوظيفها بأكبر العوائد بكفاءة واقتدار.
تعتبر الشخصية من المواضيع المهمة في المجال النفسي والتربوي والاجتماعي، وعلم الجينات، فهي المفهوم الشامل للذات الانسانية، بكل ميولها وتصوراتها وأفكارها وصفاتها السلوكية والنفسية، وصاحب الشخصية الايجابية يمتلك أساسيات الصحة النفسية، مثل الثقة بالنفس وتقويمها، ونقد الذات والتوافق معها وتقديرها، والتسامح والتواضع، ومساعدة الآخرين، والتكيف مع الواقع، وتحمل الصدمات وتجاوز الازمات، والترفع عن الانتقام والغل والغيبة والنميمة.
تعتبر خطب المنابر السياسية والدينية والاقتصادية والاعلامية لدينا مسؤولة عن معظم الامراض التي تصيبنا لتعزيزها سمات الشخصية السلبية، كنتيجة لما تنشره من رسائل للمجتمع مملوءة بثقافة محبطة، حيث توصلت دراسة اميركية الى ان الرسائل السلبية للذات مسؤولة عن %75 من الأمراض التي تصيب المجتمع، لذا علينا ان نغير هذه الثقافة، ونستبدلها برسائل ايجابية، وعلى المرء وقف توجيه رسائل سلبية لذاته، وذلك بأن يتذكر نعم الله عليه، ويبدأ بتحديد وترتيب ما يأمل أن يتجاوزه من صعاب ومشاكل، أو ما يحلم به ويهدف اليه من امنيات لتحقيقها، وتدوينها وفق اهميتها، ثم يجلس بهدوء ويتنفس بعمق مالئا رئتيه بالهواء، متخيلا أمنياته تملأ ذاته كالشهيق متعة وانجازا، وكلما افرغ الهواء من رئتيه تخيل السلبيات والمشاكل المؤلمة، تفرغ من ذاكرته كالزفير متبددا بالهواء.
جل ما يحتاجه المرء دقيقة واحدة، ليتحول من التعاسة الى السعادة، وما عليه الا اعادة اكتشاف النموذج المناسب بذاته، لتغير شخصيته من السلبية الى الايجابية، وذلك بتفعيل ركائزها السليمة، مثل الايمان بالله والتوكل عليه، والتمسك بالقيم العليا، والموازنة بين الحقوق والواجبات بالمساءلة الذاتية والتفاني والهمة العالية، والتصرف الحكيم وتقدير الامور بمقاديرها، وعدم تضخيمها بأكثر من حجمها، وعشق العمل والتعامل بصدق، والمثابرة والارادة والحزم والعزيمة، والصبر والقناعة والبصيرة الثاقبة، والتفكير المنطقي، وقدرة الربط بين مختلف فروع المعرفة، بالرؤية الشمولية والمعاني الكلية.