ما لا تعرفونه عن الهالة الاثيرية Aura

[« أبْجَدِيَّاتْ »]

وُجود جسم أثيريّ حَول جسد الإنسَان لا يزال مُجرَّد اعتقادٍ قائم على تكهُّنات و غير مدعُوم بتعليلٍ فِعليٍّ علىَ وُجُودِه. فالجهاز المُستعمَل في الكشف عن الهَالة جهازٌ مُضَلِّل لأنَّه يكشف عن طاقة حراريَّة فقط، فإن وضعنَا جسمًا آخر ماديّ _ غيرَ حيّ ( مثل قِطعة حديد أو مسطرَة أو قُمَاش ) داخل الجهَاز لَانبعَثت منه الاشعَاعَات، وهُو ما قَام بِه أحد الباحثين عَن حقيقة الهَالة و استَنتجَ في النِّهايَة أنَّ الجسم الأثيري مَاهُو إلاَّ الطَّاقة الحرَاريَّة للإنسَان أو الشَّيء و التيِّ تتغيَّر تبعًا لظروف الجوّ أو المشَاعر . (وإن أسعَفَني القَدر و وجدتُ مقطعَ الفيديُو عن التّجربة وافيتُكِ بِه )

و عمليَّة الانبعاث يُؤمن بهَا أيضًا المسلمُون الذِّين اتخذُوا منحىً جديدًا في للتَّصوف و زعمُوا أنَّ بامكانهم الاتِّصال روحيًّا مع أسيادِهِم ليتمكَّنَ لهم إرسَال هَالةٍ تحمي أجسَادَهُم و تمنعَ عنهم الإحساسَ بالألم عند القيام بعمل مُؤذٍ، كطعن جلد الفم أو الرَّأس أو الصَّدر بشيءٍ حاد.. وكلّ ذلك يعتَمِد على إيمَان الشَّخص بوجودِ هذه الطَّاقة و تدريبِ عقلِه على مُقاومة الألم بالتَّجاهُل ممَّا يسمحُ له بردع ردَّةِ الفِعل .

و هُو موضُوع يشبه موضوع طاقة التّشي ( الكهرو رُوحيَّة ) التِّي يعتقِدُ الصِّينيون أنَّ كلَّ مَا في الكَون يتألَّف منهَا . وهُو مصطلح مُعتَمَد كثيرًا في ساحَات الألعاب القتاليَّة الصينيَّة كملاكمة التَّاي تشي ( إن كنتِ من مُتابعي فُنون القتال ) . و سبقَ و شاهدَتُ على "ناشيونال جيوغرافيك" حصَّة حول رجال يعلِّمُون الصِّغار كيفيَّة التَّحكم في هذه الطاقة و يقُولون أنَّهَا قادِرة على افقَاد المرء وَعيه، وهُو مَا يحدث عندمَا يُوجِّه أحدهم كفِّه الحاملة للتّشي نحو جسد المُتطوِّع. أنكر عالمٌ التَّصديق بهذه الطاقة و أراد التَّحقق بنفسه إن كَان سيفقد الوعي فعلاً أم أنَّ الأمر مجرَّد خُدعَة، فذهب إلى مركز التَّعليم و خضعَ لتجربة . فوقعَ ما كان في اعتقادِه وهو عدَم تأثُّره بالطَّاقة، لأنَّه لم يكن مُؤمنًا بها. تخيَّلي ماذا قدَّمَ رئيس المركز كتفسير؟ جاءَ بسببين : إمَّا أنَّ لِسَان العَالم لم يكن في وضعٍ صحيح (أي مائل) ، أو أنَّه كان يرفع الاصبع الكبير مِن قدمِه

تعقيبٌ أخيرٌ حول قول الله تعاَلى :

(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ
لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

النُّور المذكُور في الآية لا يُراد به الأورا.. فالمقصود منهُ : القرآن. وهذا ما جاءَ في تفسير ابن كثير :

هَذَا مثلٌ ضَربه الله تعاَلى للمُؤمن الذِّي كَان ميتًا، أي في الضَّلالة، هالكًا حائرًا، فأحيَاه الله، أيْ أحيا قلبَهُ بالإيمان، وهَدَاه لهُ و وفَّقه لاتِّباع رُسُله . ( وَ جَعلنا لهُ نُورًا يمشي بِه في النَّاس ) أي نُورًا يهتدِي بِه كيف يسلُكُ وَكيف يتصرَّف به . والنُّور هُو القُرآن، كَما رواه العوفي وابن أبي طلحة عن ابن عبَّاس . وقَال السّدي : الإسْلام . والكلُّ صَحيح .

( كَمَن مثلُهُ في الظُّلُماتِ ) أي : الجهالاَت وَالأهواء والضَّلالات المتفرِّقَة، ( ليسَ بخارجٍ مِنهَا ) أيْ لاَ يهتدِي إلى مَنفَذٍ ولاَ مخلص مِّما هُو فيه ، وفي مسند الإمَام أحمد عَن رسُول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم أنَّه قال : "إنَّ الله خلقَ خَلْقَهُ في ظلمة ثم رشَّ عَليهم مِن نُوره فمن أصابَهُ ذلك النُّور اهتدَى وَمَن أخطأه ضَلَّ ". كما قال تَعَالى : ( الله وليُّ الذين آمنُوا يخرجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّور وَ الذِّين كَفروا أولياؤهم الطَّاغوت يخرجونهم مِن النُّور إلى الظُّلمات أولئكَ أصحابُ النَّار هُم فيها خالدُون ) [ البقرة : 257 ]

- - - - - - -

شكرًا أختي عطر على الموضوع المثير / و عذرًا على الإطالة

مع تحيَّات هالة


...