الحلُّ في ترحيل الشعوب !!!

[« أبْجَدِيَّاتْ »]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإعصار الهادئ

كيف يمكن أن نغير الأوضاع ؟

أصبحَ التّحدُّث عن الأوضَاع السِّياسيَّة في ظلّ الثَّورات العربيَّة القائِمَة اليَوم كالخُبز الذِّي يتناولُـه الجميع،

بينماَ كناَّ بالأمس أشبهَ بالعبيد في زمنٍ أصبحت فيه العبوديّة مثل جوربٍ قديمٍ تُميلُـه ريح السّلطة حيث شاَءَت ،

ولم نَكُن عبيدًا ــ كما كَانت عليه عبوديّة العصور الغابرة ــ نُقلِّم أظافِر الحاَكِم القذِرَة و نعدّ له حمَّامَه السَّاخِن و ثيابَه

الفخمَة ، وإنَّماَ عبيدًا مُستعبَدين في أذهانِناَ و عقولنَا و فكرنـاَ.. لا ننتقد أو نفكّر إلاَّ في الخفاَء، ولا يتكلَّم أحدناَ

حتىَّ يلتفتَ عَن يمينِه و شماَلِـه و يتأكَّد مِن أنَّ أحدًا لا يراقبُه !.. اِستعبادُ الفكر ـ هذَا ـ هُو مَا جعلَ منَّا جُهَّلاً و أُميِّين

لا نفقَهُ السّياسَة و نفكّر في حلقةٍ مُغلقَة تُوجِّهُناَ فيهاَ رغباَتُ مَنْ برعُوا في لعبة المصطلحَات السِّياسيَّة و مَنْ نظرُوا

إلى البلاد كغنيمةٍ وُجب الظّفر بِهَا .



عندمَا نستَعيد شريطَ الأحدَاث التيِّ وقعت في الجزائِر مُؤخرًا، سَنجد أنَّ ارتفَاع أسعَار الزَّيت و السُّكر صَادف فترة

قيام الثّورة المصريَّة و التونسيَّة ــ وهو أمرٌ ملفتٌ للانتباه إذ كانَ بمثابة الشَّرارَة التيِّ سَاهمت في تحفيز الشَّعب الجزائريّ

للقيام بثورةٍ يحتجّ فيهَا على النظام الرّئاسيّ ــ وفعلاً قامت اِحتجاجَاتٌ بالعاصمة تبعتهَا مدنٌ أخرى.. ثُمَّ سُرعَان

ما تراجَع الشّعب و استقرَّ الوضع، و تمَّ سجن كلّ من قام بأعمال الشَّغب للخضوع إلى المحكمة.. لكنَّ الغريب أنْ تمَّ اصدار

قرارٍ رسميّ عندئذٍ من الوزاَرة اِلى كلّ المجالس القضائيَّة و المحاكِم بِوجوب اِطلاق سراحهم دون مُحاكمة !. وهُنا يعترضني

سؤالٌ لا بُدّ منه : لماذا تمّ "الأمرُ" برفع الأسعَار في الفترة التِّي وافقت قيام الثَّورات العربيَّة "بالذَّات"، بينماَ كان المُفتَرَض

أن يتمَّ صرف أنظار الشَّعب عن مطالبِه ؟ و اِن شئت وضعت السُّؤال بهذه الصِّيغَة : هل كانَت الوزارة تهدف لِاضرام لَهب

الاحتجاجَات بغرض تحقيق مصلحةٍ مَا ؟ وهل للأمر علاقَة بقرب الانتخابَات الرِّئاسيَّة ؟!.. و إن كان "نَعَم" فهل يعني ذلك

أنَّ الثورة لم تكن إلاَّ مجرد حملة مجاَّنية مُوجَّهة بِعنَاية مِن الوزاَرة، و تستهدف الاطاحَة بالرَّئيس وكان أبطالُهاَ الشَّعب ؟!!

وهو أمر غير مُستبعَد فكلّ ما يحدث سببُهُ الأوّل : السُّلطة .



من زاويَة أخرىَ ــ و انطلاقًا من قولك : "يقيني كَان وَ سيبقى أنَّنا لسنَا بحاجةٍ إلى ثوراتٍ فوضوية غوغائية بقدر

حاجتنا لإصلاح جذريٍّ قاعديّ"، فإني أؤيدك الرّأي ، و غايتنَا لا تتوقّف على اسقَاط نظامٍ باسمِ "عبد القادر المالي " فقط،

و إلاَّ ما كُناَّ لنرفضَ أن يتولىَّ الحُكم وزيرَه الأول، أو يرفضَ بعضَنا العهدة الثَّالثة، لأنَّنا على ثقة بأنَّ الحُكم في يديهِ

يعني استمرَار الظُّلم و قمع العَدالة. ولن يُجدي أسلوبُ "الغاية تُبرّر الوسيلة" نفعًا في تحقيق أهدافنا ، لأنَّنا نسعىَ إلى تطهير

الوطن من رموز النّظام ـــ بماَ في ذلك أساليبهم المستبدَّة ، ولا يصحّ أن نلجأ إلى نفس الأسلوب الذِّي نريد التَّخلص منه؟!

فتحقيق غايةٍ شريفةٍ و طاهرة بأساليبَ قمعية ينفي هذه الغاية كلياً.. نعم، نحنُ مستعدُّون للتّضحية بكرمٍ من أجل الحفاظ

على وطننَا ونيلِ مطالبِنَا ! ولكن، هل تهُون مبادؤنا التي نُحارب من أجلهَا أيضًا ؟، وإن تغاضينا عن انتهَاكهَا، ماذا

سيبقىَ لنا بعد أن نُضحِّي بها ؟.. استخدام الأساليب المشبُوهة التي تحتاجُ التبرير لن يحررَّنا من قيد الطغيان،

بل سيرمي علينا بقيودٍ أشدّ..

و بالجُملة..







شكراً أخي الاعصار الهَادئ.. و تقبل رأيي المتواضع..

و نعتذر على الاطالة