من قتل سعيد صيام؟ خائن فلسطيني ؟

[كريمو2]

الشيخ الشهيد سعيد صيام
مرة أخرى، تصل إسرائيل باغتيالاتها، إلى أعلى هرم في التنظيمات الفلسطينية المقاومة لها. الآن، سعيد صيام، القائد البارز في حماس. وفي عز التحوط الأمني المرافق للحرب العسكرية، تستطيع إسرائيل أن تصل الى اسم بحجمه، البيت بالتحديد وفي ساعة محددة، هذا على الرغم من أن إقامة سعيد صيام في بيت أخيه كانت سراً لايعرفه إلا القليل القليل من أمنيّي حركة حماس وقادتها.
وهنا السؤال: كيف وصلت إسرائيل الى سعيد صيام في ظل هذا التشديد الأمني للحركة على قادتها الآن؟!
إخوتنا الفلسطينيون يغضبون منّا، من أي أحد، يشير إلى دور الفلسطينيين بتصفية الفلسطينيين. من أغرب حركات التحرر في العالم، الحركات الفلسطينية، حيث تدمر نفسها من الداخل، ولاتستطيع أن تضمن الأمن لقادتها حتى وهم متوارون في بيوت لم يعرفها أحدٌ. من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، مرورا بالزعيم الرنتيسي، والآن سعيد صيام، وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة. ولن ننسى يحيى عياش طبعا.
مقتل سعيد صيام مثير للخجل، قبل أن يكون مثيرا لأي دوافع أخرى. ماهو منظر الفلسطينيين لدى الرأي العام العالمي والعربي ولايتورع فلسطيني ما من تقديم وشاية مقابل المال كي يمكّن إسرائيل من قتل هذا أو ذاك من زعماء حركة دينية يفترض أنها أكثر حصانة من غيرها بوجه الخيانات والوشايات وعيون العيون!
إن قابلية الأشخاص الفطرية للتضحية بزعمائهم مقابل المال تعكس ضعف احترام لهؤلاء الزعماء. فالاحترام الشخصي والهيبة هما بمثابة الجدار الحارس الأول للشخصية الهامة. ولن ننسى محاولة اغتيال هتلر في مكتبه وفشلها بسبب ارتجاف الضابط الخائن وهو يضع الحقيبة التي تخفي قنبلة، حيث وضع الحقيبة مرتبكاً قرب كرسي الطاولة الضخم للغاية، حيث مثلت الكرسي جدار حماية لهتلر عندما انفجرت القنبلة ولم تبعد عنه أكثر من 40 سنتيمتراً!
الموقف عند القوى الفلسطينية مختلف. لا أسهل عند البعض من الفلسطينيين من تقديم رأس أي زعيم فلسطيني مقابل المال. لا يوجد احترام فطري للقادة، ولاتوجد هيبة ولا وازع لا ديني وعلماني ولا هندوسي ولا بوذي. لا أسهل من مقتل فلسطيني على يد فلسطيني آخر. هذه هي الحقيقة القاسية. ثم يخرج عتاة الخطباء ليقولوا: أين أنتم ياعرب؟ لو مرة يُجابون: نحن نؤبّن قتلاكم الذين قتلوا على يد واحدٍ منكم.