يقول الدكتور يوسف القرضاوي عن المظاهرات =
ليست البدعة كل ما استحدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلاق ، فقد استحدث المسلمون أشياء كثيرة لم تكن في عهده صلى الله عليه وسلم ، ولم تعدّ بدعة ، مثل استحداث عثمان أذانا آخريوم الجمعة بالزوراء ( مكان خارج المدينة ) لما كثر الناس واتسعت المدينة .
ومثل استحداثهم العلوم المختلفة وتدريسها في المساجد ، مثل علم الفقه ، وعلم النحو والصرف ، وعلوم اللغة والبلاغة ، وكلها علوم لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وانما اقتضاها التطور ، وفرضتها الحاجة ، ولم تخرج عن مقاصد الشريعة ، بل هي لخدمتها وتدور حول محورها .
فما كان من الأعمال في اطار مقاصد الشريعة ، لا يعد في البدعة المذمومة ، وان كانت صورته الجزئية لم تعهد في عهد النبوة ، اذ لم تكن الحاجة اليه قائمة.
ومن ذلك القاء بيان أو بلاغ للناس في قضية تهمه بعد الفراغ من صلاة الجمعة ، كما يفعل الاخوة في مساجد غزة ، وغيرها من مدن فلسطين في بداية حركة الانتفاضة الاسلامية ، حيث كانت بلاغاتهم وبيانتهم ونداءاتهم تنطلق من بيوت الله ، وتنادي بها المآذن ، ولهذا سميت في أول الأمر ثورة المساجد .
ففي المسجد تلقى الدروس والمواعظ ، ومنه تنطلق كتائب الجهاد ، وفيه يلقى الرسول صلى الله عليه وسلم الوفود والسفراء ، وفيه يعلن النكاح ، بل فيه يلعب الحبشة بحرابهم ويؤدون رقصاتهم المعروفة في يوم أيام الاعياد ، والرسول يشجعهم ، ويساعد زوجة عائشة حتى تنضر اليهم .
فلما لا يكون المسجد موضوعا لالقاء البلاغات الاسلامية .
والله أعلم .