السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خضم ما تشهده الساحة الفلسطينية من أحداث دامية ومآسي مؤلمة ، تنتفض الأمة المسلمة وغير المسلمة للظلم الحاصل ولحرب الابادة الواقعة على مسلمي غزة ، وبشأن هذا الانتفاض والمظاهرات تتباين آراء حول هذه الضاهرة ، فمنهم من يرى بأن هذا الانتفاض أمر طبيعي ورد فعل صحي يعبر عن غضب ورفض للذل الحاصل ، ومنهم من يرى بأنها لا تعدوا تكون عاطفة هوجاء عابرة ، لا تقدم فائدة وفي المقابل قد تجلب مفسدة ، وبين المؤيد والمعارض تراءى لي طرح هذا الموضوع للنقاش حتى تتجلى لنا أبعاده أكثر .
وعن رأي الشخصي بخصوص الموضوع أرى أن المظاهرات تدل على أن جسد الامة لا يزال حيا ينبض والفائدة المرجوة منها تتمثل في محورين هما
ــ الأول = الضغط على الحكام حتى يتحركوا لنصرة المنكوبين على أساس أن الحل والعقد بأيدييهم .
ــ والمحور الثاني والأهم هو أن شرط الله تعالى ليغير ماحلّ بالأمة هو أن تغير الأمة ما بنفسها وأن تتوحد قلوبها على وجوب الجهاد لطرد المحتل و تناصر المجاهدين في غزة بالدعاء في الأسحار وفي كل سجود صلاة لينتصر الجهاد على المؤامرة الساعية لوؤده ، فاذا غيرنا ما بأنفسنا من الخذلان واكتمل هذا التوحّد تحققنا بأن الله تعالى سيغير ما حل بنا ، وينصرنا على القوم الكافرين ، ويمددنا بجنود من الملائكة ، ويرسل على الكفار جنود الأرض والسماء ليمحق الكفر ويهيّء للخلافة الراشدة ، ولعلنا نعلّق الأمل فيما يحدث الآن من مشاحنات بين روسيا ودول الاتحاد الأوربي ونسأل الله أن يجعل بأسهم بينهم ويفتح لنا فتحا قريبا وهو القادر على ذلك .