أفدنا بما قرأت - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى الثّقافة العامّة

منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أفدنا بما قرأت

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-01, 16:16   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نسمة النجاح
عضو متألق
 
الصورة الرمزية نسمة النجاح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


رمضان مبارك وتقبل الله منا الصيام والقيام وسائر الأعمال


فائدة مساء اليوم:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما يشترك فيه الصبر والشكر

اعلم أنه ما من نعمة من النعم الدنيوية إلا ويجوز أن تكون بلاء بالإضافة ، ونعمة كذلك ، فرب عبد تكون له الخيرة في الفقر والمرض ولو صح بدنه وكثر ماله لبطر وبغى ، قال الله - تعالى - : ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ) [ الشورى : 27 ] وقال - تعالى - : ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) [ العلق : 6 و 7 ] ، وكذلك الزوجة والولد والقريب وأمثالها ؛ فإن الله - تعالى - لم يخلق شيئا إلا وفيه حكمة ونعمة أيضا .

فإذن في خلق الله - تعالى - البلاء نعمة أيضا إما على المبتلى أو على غير المبتلى ، فإذن كل حالة لا توصف بأنها بلاء مطلق ، ولا نعمة مطلقة فيجتمع فيها على العبد وظيفتان : الصبر والشكر جميعا .

فإن قلت : فهما متضادان فكيف يجتمعان إذ لا صبر إلا على غم ، ولا شكر إلا على فرح ؟ فاعلم أن الشيء الواحد قد يغتم به من وجه ويفرح به من وجه آخر ، فيكون الصبر من حيث الاغتمام والشكر من حيث الفرح ، وفي كل فقر ومرض وخوف وبلاء في الدنيا خمسة أمور ينبغي أن يفرح العاقل بها ويشكر عليها :

أحدها : أن كل مصيبة ومرض فيتصور أن يكون أكبر منها ، إذ مقدورات الله - تعالى - لا تتناهى ، فلو ضعفها الله وزادها ماذا كان يرده ويحجزه ؟ فليشكر إذ لم تكن أعظم منها في الدنيا .

الثاني :
أنه كان يمكن أن تكون مصيبته في دينه ، وفي الخبر : " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا " .

الثالث : أنه ما من عقوبة إلا ويتصور أن تؤخر إلى الآخرة ، ومصائب الدنيا يتسلى عنها بأسباب أخر ، تهون المصيبة فيخف وقعها ، ومصيبة الآخرة تدوم ، فلعله لم تؤخر عقوبته إلى الآخرة وعجلت عقوبته في الدنيا ، فلم لا يشكر الله على ذلك ؟

الرابع : أن هذه المصيبة والبلية كانت مكتوبة عليه في أم الكتاب ، وكان لا بد من وصولها إليه وقد وصلت ووقع الفراغ واستراح من بعضها أو من جميعها ، فهذه نعمة . الخامس : أن ثوابها أكثر منها ، فإن مصائب الدنيا طرق إلى الآخرة ، وكل بلاء في الأمور الدنيوية مثاله الدواء الذي يؤلم في الحال وينفع في المآل ، فمن عرف هذا تصور منه أن يشكر على البلايا ، ومن لم يعرف هذه النعم في البلاء لم يتصور منه الشكر ؛ لأن الشكر يتبع معرفة النعمة بالضرورة ، ومن لا يؤمن بأن ثواب المصيبة أكبر من المصيبة لم يتصور منه الشكر على المصيبة ، والأخبار الواردة في ثواب الصبر على المصائب كثيرة ، ويكفي في ذلك قوله - تعالى - : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) [ الزمر : 10 ] .

ثم مع فضل النعمة في البلاء كان - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ في دعائه من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، وكان يستعيذ من شماتة الأعداء وغيرها ، وفي الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - : " سلوا الله العافية ؛ فما أعطي أحد أفضل من العافية إلا اليقين " وأشار باليقين إلى عافية القلب عن مرض الجهل والشك ، فعافية القلب أعلى من عافية البدن ، وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم - : " وعافيتك أحب إلي "

ــــــــــــــــــــــــــــــ
عن كتاب *موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين* للشيخ محمد جمال الدين القاسمي










رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أفدنا, قرات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc