الشكر موصول لك أخي على تجود به فالشاعر عبد الرحمان العشماوي حقا شاعر فحل من العيار الثقيل ، وهو يلقب بشاعر الأمة لأنه لا يفوت حدث أو يمضي إلا ويجليه شعرا
حفظه الله ورعاه
وأنا الآن أتذكر قصيدة له فكاهية ذكرها الدكتور عصام البشير في أمسية شعرية
كانت من أروع ما يكون, ضمت الشيخ عايض القرني, الشيخ سلمان العودة و الدكتور عصام البشير. يحكي عصام البشير في هذه الجلسة رحلة الحج مع جامعة الإمام محمد بن سعود رفقة الشيخ عايض القرني و الشاعر الكبير عبد الرحمن
العشماوي المعروف بسرعة البداهة. و كان معهم طباخ سوداني حضر لهم “كبسة” و هي أكلة سودانية تسببت لهم و لرفقائهم اثناء رحلة الرجوع بمغص شديد سرعان ما تحول إلى اسهال “أعزكم الله
و طلب عبد الرحمن العشماوي من سائق الأتوبيس أن يتوقف فورا لأن الألم زاد و أصبح لا يطاق و كانت العمائم و اللحى تهرع إلى الخلاء لتزرع الألغام هنا و هناك فأنشد شاعرنا هذه القصيدة
:
نادى المنادي صائحا أين الخلا
فتململ الركب الجريح من البلى
سالت بطون رفاقنا و تخاجلوا
أن يشتكوا و لمثلهم أن يخجلا
لكن و قد طفح الإناء و أوشكت عربات
بداخلهم بأن تتحولا
يا سائق الأتوبيس إن رفاقنا
يرجون منك الآن أن تتمهلا
فالرعد يقصف في البطون و خوفنا
أن يرسل الرعد المزمجر وابلا
صرخوا بصوت واحد قف هاهنا
إنا تحملنا بلاء مثقلا
يتوقف الأتوبيس ثم تراهم
يتقاذفون بلاهوادة.للخلا
لو أنهم يبقون في أتوبيسهم
لرأيت يا للهول أمرا هائلا
كلماتهم مخنوقة آهاتهم مسموعة
يتململون تململا
يبقى كئيب الوجه في كرسيه
فإذا توجه للخلاء تهللا