بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد الخلق محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
بعد ما حصل لأهلنا و اخواننا اليوم في غزة و ما انجر عن هذه المجزرة الخسيسة و الغادرة من طرف القردة و الخنازير الاسرائيلية من حصيلة في الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار من اطفال و شيوخ و من فتيان و فتيات ابكوا الأعين و عصروا القلوب لتستفيض غضبا و غيضا مما حصل و يحصل,وما انجر عنها ايضا من خسائر مادية اتت لتضاف الى وضع هو متأزم اصلا فبعد الجوع و الحصار الذي تواصل لأكثر من عامين ,هاهي آلة القتل الخنزيرية تقصف ابرياءا عزلا غدرا و بهتانا .
بعد كل هذا و ذاك لم نجد و لا موقفا عربيا صريحا يوقف هذا العدوان الآثم عند حده سوى شذب و استنكار و حبرا على ورق ,هذا كل ما استطاع ان يفعله هؤلاء المهرجين بعدما وضع فيهم شعبهم الثقة و اوصلوهم الى سدة الحكم ليصلحوا ما افسده الخونة و المرتزقة و العملاء لدولة اسرائيل و الأمريكان السابقون,و ليرفعوا رؤوس الشعوب العربية لتشمخ في السماء و ليثبتوا للعالم انهم على عهد الله و رسوله هذا ما استطاعوا ان يفعلوه,عدو يقصف و يشرد و يحاصر اخواننا في فلسطين و العراق و افغانستان و هم يرشقونه بالورد و يقابلونه بالاحتضان و التقبيل و الابتسامة التي و ان دلت فهي تدل على الخوف و الجبن,لكنهم مسؤولون عنهم يوم القيامة عندما سنقف و سيقفون امام الحاكم الأعظم في محكمة العدل التي لن تترك صغيرة و لا كبيرة الا احصتها .
اذكر احدى القصص التي حصلت في زمن احد الأمراء المسلمين عندما احتجز احد الملوك الرومانيين امرأة مسلمة كأسيرة
فوصلت اخبارها الى ذلك الأمير فأرسل الى الملك رسالة يقول له فيها: من فلان امير المسلمين الى كلب الروم و الذي بعث محمدا بالحق ان لم تطلق صراح تلك المرأة المسلمة لأجردن لك جيشا اوله عندك و آخره عندي.
فلم قرأ ذلك الملك الرسالة ارتعدت اوصالة و ارتعب وخاف فقام على الفور باطلاق صراحها و امر بان ترافقها سيدتان من الروم معززة مكرمة محملة بالهدايا و كل ما خف و زنه و غلى ثمنه الى أهلها.
خلاصة القول اننا ابتعدنا مئات السنوات الضوئية عن أيام النخوة و الشجاعة و البسالة تلك,و لو اطلع سلفنا الصالح على ما يحصل لنا من وهن و جبن لبكو الدهر و ما كفاهم.
اللهم اننا نسالك نصرا قريبا لأخواننا في فلسطين و لبنان و العراق و افغانستان و كل بلاد المسلمين يا رب العالمين.