![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() السلام الذي يحتاجه العالم سمعْتهم يريدون أن يتحرروا من كل شيء.. من لباسهم.. من حيائهم.. ومن أخلاقهم، من مشاعر الأهل وتمنياتهم الطيبة، من احترامهم لحريات الآخرين، من اعترافهم بحقوق جميع الناس، من نواميس الطبيعة، من رقابة الدولة، من سلطة القانون والنظام العام، من تحذيرات الوصايا الإلهية، من شريعة الخالق العظيم. ثم يكون لهم سلام، وأي سلام هذا؟ أهو سلام الظلم والاستبداد على المستوى العام أم سلام الأنانية والنزوات الجامحة والسادية البغيضة على المستوى الفردي؟ فالإنسان - كما أوجده الله - مخلوق اجتماعي يعيش ضمن مجموعات قوامها الأسرة فالمجتمع فالدولة فالعالم. يساهم في الحقوق والواجبات مع غيره من الناس، بتعايش سلمي مؤدب وبعلاقات متوازنة عادلة ضمن كمّ من المشاعر المشتركة، بحيث تنتهي حريته في حدودها قبل المساس بحريات الآخرين، ويكتفي بما يخصه من المطالب دون الإضرار بمطالب الآخرين. ذلك هو السلام الحق الذي يحتاجه العالم اليوم وفي كل زمان ومكان فيؤثر في حياة الناس في أجيالهم، ويوجه مسالكهم وحتى قناعاتهم في طرق الحق والبر والاستقامة. ¨ كم يعيش الكثيرون جداً في عصرنا الحاضر في خوف قاتل واضطراب شامل يؤدي بالكثيرين إلى التردد على أطباء النفس والإدمان على تناول العقاقير. وما أكثر الذين لا يستطيعون النوم إلا بفعل المهدئات. ¨ ويسعى الكثيرون في العالم اليوم من أجل المشتهيات والمفاتن، ويجرون خلف المطامع والمقتنيات الفخمة دون شعور بالرضى. فكلما زاد الغنى زادت محبة المال والتعبد له، مع شعور لا يتوقّف عن الجوع واللهفة إلى المزيد. فكلما تحققت شهوة تفتحت أبواب النفس لشهوات أخر فلا قناعة ولا اكتفاء. ¨ وكم تجد في العالم اليوم من أناس لا يرضيهم أن يعيشوا على وفاق مع آخرين بل تجدهم في حالة حرب مستترة أو معلنة مع جميع الناس، فلا يسلم أحد من انتقاداتهم وتجريحهم وهم متسلحون بالبغضاء والحسد، بالكبرياء والمذمة، حاسبين كل إنسان آخر دونهم كرامة وعقلاً ومقاماً. فإذا ما تساووا مع الآخرين في أمر ما اعتبروا ذلك حظاً سيئاً لهم. لقد جاء المسيح إلى أرضنا ليعطي سلاماً. ولكنه أهين، وصلب ممن لا يعرفون معنى السلام، ثم قام بسلطان لاهوته، وأعلن عن عطيته التي يقدّمها للذين يقبلونها، وهي سلام فريد لا يستطيع العالم أن يعرفه ولا يمكنه أن يعطيه. "سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا". وقد ورث محبّوه هذا السلام، فكان لهم مصدر قوة وثبات لأنه: 1- سلام الثقة والاطمئنان 2- سلام القناعة والاكتفاء 3- سلام الوفاق والانسجام والسلام الحق ليس هو السلام المفروض فرضاً من قوي على ضعيف، ولا السلام الذي يصطنعه المرء لنفسه هرباً من ارباكات الحياة وإحراجاتها على مبدأ "إذا لم يكن لك ما تريد فأرد ما يكون"، بل هو سلام نابع من أعماق القلب المليء بالحب، والإيمان، والثقة، ينشر إشعاعه على كل ناحية من نواحي النفس والروح والجسد. ذلك هو السلام الذي يحتاجه العالم أفراداً وجماعات. |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc