الشاعر : عمر بهاء الدين الأميري ولد في سنة 1918م في حلب بسوريا ،
عمل في التدريس .. ثم مارس المحاماه .. ثم سفيرا لسوريا لدى الباكستان..
ثم المملكة العربية السعودية ، ثم درس في المغرب بدار الحديث الحسنية لمدة حوالى 15 عاما
* وكان عضوا في رابطة الادب الأسلامي .
قال الشعر في سنوات مبكرة ..
من دواوينه الشعرية..
(مع الله)
(أب)
(الوان الطيف)
(امي)
(رياحين الجنة)
توفي في الرياض22/10/ 1412هـ
عن عمر ناهز الثالثة والسبعين
*******
وقصيدته هذه مناسبتها انه كان في احدى مصايف لبنان ..( مصيف قرنايل)
ومعه اطفاله واسرته ، فلما فتحت المدارس ابوابها .. سافرت الاسرة كلها
الى حلب حيث دراستهم وبقي الشاعر لوحده .. منزعجا من وحشته وثقل الوحدة ومرارتها فكانت هذه القصيدة الرائعة ...
أين الضجيج العذب والشغـب؟
أين التدارس شابـه اللّعـب ؟
أيـن الطفولـة فـي توقدهـا؟
أين الدمى في الارض والكتب؟
أين التشاكي دونمـا غـرض؟
أيـن التشاكـي مالـه سبـب؟
أين التباكي والتضاحك فـي ؟
وقت معا والحزن والطـرب ؟
أين التسابق فـي مجالستـي ؟
والقرب منـي حيثمـا انقلبـوا
يتوجهـون بسـوق فطرتهـم
نحوي،اذارغبـوا وان رهبـوا
فنشيدهم(بابـا) اذا فـرحـوا..
ووعيدهم(بابـا) اذا غضبـوا!
بالأمس كانـوا مـلء منزلنـا
واليوم ، ويحي ! اليوم قد ذهبوا
فـي كـل ركـن منهـم اثـر
وبكـل زاويـة لهـم صخـب
فالنافـذات زجاجهـا حـطـم
في الحائط المدهون قـد ثقبـوا
والصحن فيه بعض مـا اكلـوا
في علبة الحلوى التـي نهبـوا
في الباب قد كسـروا مزالجـه
وعليه قد رسموا وقـد كتبـوا
في الشطر من تفاحة قضمـوا
في فضلة الماء الـذي سكبـوا
انـي اراهـم حيثمـا اتجهـوا
عني كاسراب القطـا سربـوا
ذهبوا،أجل ذهبـوا ومسكنهـم
في القلب، ماشطوا، ومااقتربوا
انـي أراهـم أينمـا التفـتـت
نفسي،وقد سكنوا، وقـد وثبـوا
بالامس في (قرنايـل ) نزلـوا
واليوم قـد ضمتهـم .. حلـب
دمعـي الـذي كتّمتـه جلـدا
لمـا تباكـوا عندمـا ركبـوا
حتى اذا ساروا وقـد نزعـوا
من اضلعي قلبـا بهـم يجـب
الفيتنـي كالطـفـل عاطـفـة
فـاذا بـه كالغيـث ينسكـب
قد يعجب العذال مـن رجـل
يبكي وان لـم أبـك فالعجـب
هيهات ما كـل البكـا خـور
اني ، وبي عزم الرجـال ..أب