بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا عيسى بن هشام قال :
كلفت بمهمة ملاحظ في شهادة البكالوريا بإحدى الولايات الشرقية ، فامتطيت دابتي و رحلت و بالمركز المخصص نزلت ، فوجدت أمثالي أصناف
- القليل جدا جاء من أجل السهر على إنجاح هذا العرس التربوي و توفير الجو الملائم للمجتهد الذي افنى السنة الدراسية كدا و اجتهادا
- و القليل جاء من اجل تغيير الجو و التعرف على زملاء من ولايات أخرى
- الكثير جاء و لا يدري لماذا أتى
- و الكثير جدا جاء زاحفا من أجل بطنه فهذا يبحث عن الكسكسي و ذاك عن اللحم و الاخر عن اللقم ، و لكم كانت حسرتي عندما سمعت أحدهم عندما لم يعجبه الطبق المقدم يخبر زميله ليته بقي في قريته ليرعى جديه و عنزتيه ، و لك أن تتخيل كيف يسأل ابنه و ابتنه عن طريق الهاتف إن كانا قد اهتما بالجدي و العنزتين ، و لقد أحسست بالمرارة في حلقي و أنا استمع إلى حوار هذه الفئة و هي تفتخر بأنواع و كميات الطعام التي تقدم لهم فانزويت في ركن متسائلا عن المقاييس التي تم بها انتقاء هؤلاء
و تمنيت لو أن شهادة البكالوريا تبقى حكرا على التعليم الثانوي تأطيرا و حراسة و تصحيحا و ملاحظة أو على الأقل من لم يحصل على هذه الشهادة فهو غير مؤهل لتأطيرها
و رغم كل شيء يبقى هناك شرفاء و نزهاء في هذا القطاع الذي غلب فيه الغث السمين