بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ
قال الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زين الدين ، الزرعي، ثم الدمشقي الحنبلي -رحمه الله-:
بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ كَثيرٌ ذُنُوبُـهُ * فَلَيْسَ عَلَى مَن نَالَ مِنْ عِـرْضِهِ إِثْمُ
بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ جَهُـولٌ بِنَفْسِهِ * جَهُـولٌ بِأَمْرِ اللهِ أنَّى لَهُ الْعِلْـمُ
بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ غَـدَا مُتَصَـدِّرًا * يُعَلِّـمُ عِلْمًا وَهْوَ لَيْسَ لَهُ عِلْـمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ غَدَا مُتَمَنِّيـًا * وِصَالَ الْمَعَـالِي وَالذُّنُـوبُ لَهُ هَمُّ
بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ يَـرُومُ تَرَقِّـيًا * إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى وَلَيْسَ لَهُ عَـزْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ يَرَى الغُنْمَ فِي الَّذِي * يَزُولُ وَيَفْنَى وَالَّذِي تَرْكُهُ غُنْـمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ لَقَدْ خَابَ سَعْـيُهُ * إذَا لَمْ يَكُنْ في الصَّالحَاتِ لَهُ سَهْمُ
بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ كَمَا قَالَ رَبُّهُ * هَلُوعٌ كَنُودٌ وَصْفُهُ الجَهْـلُ والظُّلْمُ
بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ وَأمْثَالُهُ غَـدَوْا * بِفَتْوَاهُمُ هَـذِي الخَلِـيقَةُ تَـأْتَمُّ
وَلَيْسَ لَهُمْ في العِلْمِ بَاعٌ وَلا التُّقَى * وَلا الزُّهْدُ وَالدُّنْيَا لَدَيْهِمْ هِيَ الْهَمُّ
فَوَاللهِ لَوْ أنَّ الصَّحَـابَةَ شَـاهَدُوا * أفَاضِلَهُمْ قَالُوا هُمُ الصُّمُّ وَالبُكْمُ
ــــــــــــ
الأبياتُ في: " أعيان العصر، وأعوان النَّصر " للصَّلاح الصَّفَديِّ -رحمه الله-.
وقولُ ابنُ القيِّم -رحمه الله-: " بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ ": تصغيرٌ منه لنفسه؛ تواضعًا لربِّه، وذُلاًّ لمعبوده؛ كما ذَكَر ذلك فضيلة الشَّيخ/ علي الحَلَبيُّ -حفظه الله- في مقدِّمة تحقيقه: " الكافية الشَّافية "، عند إيراده هذه الأبيات، وقد علَّق -حفظه الله- على الأبياتِ قائلاً: " فماذا نقول نحن؟! اللهمَّ استُرْ علينا، واحفظْ ديننا إلينا... ".