سيكون عندك عندما تتزوج ....... ما هو ؟

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
شكرا الأستاذة بنت جبيل على هذا الموضوع

دعيني أبدأ معك من خلال هذا الرد للفتاة حين قالت ( سيكون عندك متى تزوجت يا حبيبي...).
لكن قبل ذلك أنا لا أعتبر بأن الزواج بداية للهم والضيق، فالهم والضيق موجودان أصلا مادام الإنسان يعيش، إنما الإنسان الفطن هو ذاك الذي يستطيع التغلب عليه ويقلبه إلى سعادة وفرح، كما لا يجوز كذلك أن نقرنه بالزواج فقط، كما أن الزواج ليس كله هم وضيق فالأمر يعود إلى الزوجين إما أن يعقدان العزم أن تكون حياتهما كلها سعادة. وهنا يصبح الهم والضيق كطيف شبح لا مكان له بين الزوجين إلا للحظات، وإما أن تكون ليدهم النية مسبقا كليهما أو أحد منهما لجعل الحياة الزوجية بيتا يعشش فيه الهم والضيق، وهنا أعود إلى العبارة التي قالتها الفتاة وهي:
( سيكون عندك متى تزوجت يا حبيبي...)
هذه العبارة إن دلت على شيء فإنها تدل على نية الفتاة لقلب حياة حبيبها إلى هم وضيق فعوض أن تقول له عندما قال أن حياته تخلوا من الهم والضيق، سأجعلها يا حبيبي أكثر سعادة وبهجة وفرح، نجدها تتلفظ بتلك العبارة والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على أمرين لا ثالث لهما:
- إما أنها عاقدة العزم على أن تجعل حياة زوجها نكد في نكد وذلك أستبعده نوعا ما فلا يعقل أن نجد من يحب أن يعكر صفوة حياته بيده.
- إما أنها أخذت فكرة وانطبعا خاطئ عن الحياة الزوجية بأنها حياة كلها ضيف وهم وحزن وهذا الذي أرجحه فالمشكلة هي انعدام ثقافة الحياة الزوجية عند معظم شبابنا وأصبحوا بين أمرين إما الزواج من أجل الزواج وفقط، وإما أن زواجهم تم فوق بساط الريح مع الخيالات والأحلام الرومانسية البعيدة كل البعد عن الواقع، حتى وإن كنت لا أنكر الجانب الرومانسي في الحياة الزوجية بل هو شرط من شروط الزواج الناجح، لكن لبد من وجود ذلك الحبل المتين الذي يربطها دائما بأرض الواقع، فتصبح متوازنة مستقيمة.
خلاصة القول هو أننا لا ننكر بأن الحياة الزوجية لا تخلوا من بعض المطبات التي ممكن أن تعكر صفوها لكن هذه المطبات سيكون تأثيرها على الزوجين خفيفا بل قد يكون معدوما بل لا عجب إن قلت أنها أحيانا تكون مصدرا ينتج بعض الحركات الخفيفة التي تساهم في إسعاد الزوجين، بشرط أن يمتلك الزوجين مفاتيح السعادة الزوجية وهي معرفة كل واحد منهما ما يسعد الآخر فيقوم به بالإضافة إلى مدى تعلق كل واحد منهما بالآخر زائد قيام كل واحد منهما بواجباته اتجاه الآخر.

ووفق الله كل متزوج أو مقبل على الزواج في حياته الزوجية، وأنتم السابقون ونحن اللاحقون.