مخطأ من يعتقد أن الجزائر دولة لا ديمقراطية فيها، بل إن الديمقراطية تكاد تخلق عندنا، ونحن هنا في الجزائر نلقن دروسا للامة العربية في أسس الدمقرطة وطريقة الحياة الجزائرية!! فالكل والحمد لله يشتم الكل -في إطار ديقراطي طبعا-، الصغير يشتم الكبير والغني يسب الفقير والجاهل يلعن جد المتعلم الأول!.. على صفحات الجرائد والمحطات الفضائية وحتى في غرف الشات ..بل إن الجزائري – شد الله من أزره- يتعلم التمنشير في السياسة قبل أن يتعلم نطق الحروف، ولذلك يبدأ بتعلم الشتائم منذ نعومة أظفاره، يشتم أبويه ماداما يمثلان مظهرا من مظاهر السلطة، ويتمرد عليهما إن إقتضى الأمر، ويشتم معلميه وأساتذته فيما بعد، وبعد أن يكبر قليلا ويتشبع أكثر من مفاهيم الديمقراطية التي تملء مبادئها قنوات الاخبار وعناوين الجرائد وقنوات الردايو يتعلم أن يسب الإدارات والحكومة والنظام والشعب والامة العربية من أكبر راس فيها إلى أصغر راس فيها!..استشرى السب فينا فاصبح من كريات دمنا الحمراء والبيضاء...فحتى هذا الجيل الذي ندرسه كل يوم الأخلاق الحميدة ضمن منهاج ولي نعمتنا لا يعترف أصلا بهكذا مصطلح وكيف لا وانه أول كلمة سمعها عند خروجه من رحم أمه هي كلام قبيح تلفضت به القابلة ضد معاونتها لأنها لم تحضر الفوطة..فاعتقد هذا الرضيع أن القابلة قالت كلاما معتادا سيعتاد عليه أيضا لما يشتد عضمه...ففي اعتقاده أنه ولد في بلد الدمقراطية ..والدمقراطية تستوجب السب من بداية نهارك الى أن تشخر في فراشك.....أننا نتراجع إلى الوراء ليس أياما ولا شهورا ...بل قرونا! والمستوى العلمي والاخلاقي المنحدر إلى الحضيض لمن يفترض بهم حمل أمانة هذا البلد لا يكاد يرفع رأس أحد...وعد معي من المراحل الإبتدائية وحتى الثانوية والجامعية... بدأ من نتائج البكالوريا وإنتهاءا بشهادات التخرج الجامعية...والتي أصبحت لا تختلف كثيرا عن نتائج الانتخابات... التي لا تختلف هي الأخرى عن المشاريع الجزائرية، هذه الأخيرة التي بدورها تضع حلقة أخرى في سلسلة كبرى تجمع بينها فكرة واحدة وهي أنه لا حياة لمن تنادي!.... أنا لست ضد المصطلحات اللامعة كإصلاح المنظومة التربوية والتحديث والعصرنة.. فما المانع من أن ينجح الجميع في هذا البلد المعطاء؟ ولنتفوق بذلك على دول العالم حين يصبح عاطلونا عن العمل كلهم متعلمين، ولما لا ، ومثقفين أيضا؟..، فلينجح الجميع ولتكتظ الجامعات – المكتظة أصلا – بطلبة العلم والباحثين، ولتزدحم هذه الإقامات بمئات الآلاف من الناجحين الجدد الذين لن يجدوا على الأرجح أسرة ينامون عليها ...لكن هل أنتجنا جيل الأخلاق والعلم.؟؟..لا أعتقد ذالك..فلك مني السلام يا جيل السبان...