-الأُصُوْلُ العَامَّةُ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ فِي الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ :
يَقُوْمُ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ فِي الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ الإلَهِيَّةِ عَلَى ثَلاثَةِ أُصُـوْلٍ ، مَنْ حَقَّقَهَا هُدِيَ إِلَى الحَقِّ فِي هَذَا البَابِ ، وَ مَنْ أَخَلَّ بِهَا أَوْ بِبَعْضِهَا فَقَدْ ضَلَّ فِـيْهِ .
الأَصْلُ الأَوَّلُ : إِثْبَات ما وَرَدَ فِي الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ مِن الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ ، وَ لا نُقْصَانٍ .
وَسَأَتَحَدَّثُ عَلَى هَذَا الأَصْلِ فِي سِتِّ مَسَائِلَ :
المَسْأَلَةُ الأُوْلَى : اتِّفَاقُ أَهْلِ السُّـنَّةِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ ، وَ ذِكْرُ نُصُوْصِهِمْ فِي ذَلِكَ .
المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الأَدِلَّةُ النَّقْلِيَّةُ ، وَ العَقْلِيَّةُ عَلَى هَذَا الأَصْلِ .
المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : بَيَانُ نَوْعِ هَذَا الإثْـبَاتِ ، وَهُو إِثْبَاتُ أَلْفَاظِ الأَسْمَاءِ ، وَ الصِّفَاتِ الوَارِدَةِ فِي الكِتَابِ وَالسُّـنَّةِ مَع مَا تَضَمَّـنَتْهُ مِن المَعَانِي ؛ خِلافَـاً لأَهْلِ التَّحْرِيْفِ ( التَّـأْويْلِ ) ، وَ التَّفْوِيْضِ .
المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : وُجُوْبُ إِثْبَاتِ الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ الوَارِدَةِ فِي الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ – وَإِنْ لَمْ يَعْلَم المُكَلَّفُ مَعْنَاهَا - .
المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ : الوُقُوْفُ فِي إِثْبَاتِ الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ عَلَى الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ لا يَنْـفِي إِثْبَاتَ العَقْلِ لَهَا .
المَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ : التَّفْرِيْقُ فِي هَذَا المَقَامِ بَيْنَ بَابِ التَّسْمِيَةِ وَ الوَصْفِ ، وَبَابِ الإخْـبَارِ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المَسْأَلَةُ الأوْلَى : اتِّفَاقُ أَهْلِ السُّـنَّةِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ ، وَ ذِكْرُ نُصُوْصِهِمْ فِي ذَلِكَ :
لَقَد اتَّفَقَتْ كَلِمَةُ أَهْلِ السُّـنَّةِ عَلَى هَذَا الأَصْلِ ، وَهَذِهِ بَعْضُ نُصُوْصِهِمْ :
قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت240) : " لَقَدْ تَكَلَّمَ مُطَرِّفٌ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ بِكَلامٍ مَا قِيْلَ قَبْلَهُ ، وَ لا يُقَالُ بَعْدَهُ .
قَالُوْا : وَ مَا هُو يَا أَبَا سَعِيْدٍ ؟
قَالَ : " الحَمْدُ للهِ الذِي مِن الإيْمَانِ بِهِ الجَهْلُ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ " ا.ه. [ذكره ابن تيمية في : "نقض المنطق" ص5 ، و ابن قدامة : "في ذم التأويل" ص31].
وَ قَالَ الشَّافِعِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت204) : " للهِ _ تَعَالَى _ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ جَاءَ بِهَا كِتَابُهُ ، وَ أَخْبَرَ بِهَا نَبِيُّهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، لا يَسَعُ أَحَدَاً مِنْ خَلْقِ اللهِ _ تَعَالَى _ قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ رَدُّهَا ؛ لأَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بِهَا ، وَ صَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ القَوْلُ بِهَا "ا.ه.[انظر : "ذم التأويل" ص 235 لابن قدامة].
وَ قَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت241) : " لا يُوْصَفُ اللهُ _ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى _ بِأَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَ لا يُتَعَدَّى القُرْآنُ وَ الحَدِيْثُ " ا.ه.[انظر : "إبطال التأويلات لأخبار الصفات"ص345،و: "المعتمد في أصول الدين"ص 62 كلاهما لأبي يعلى الحنبلي ، و نقله ابن تيمية عنه بنحوه كما في : "مجموع الفتاوى" 5/26 ، و ابن قدامة في : "لمعة الاعتقاد" ص9].
وَ قَالَ عَبْدُالعَزِيْزِ الكِنَانِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت240) : " إِنَّ عَلَى النَّاسِ جَمِيْعَاً أَنْ يُثْبِتُوْا مَا أَثْبَتَ اللهُ ، وَ يَنْفُوْا مَا نَفَى اللهُ ، وَ يُمْسِكُوْا عَمَّا أَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ " ا.ه.[انظر : "الحيدة و الاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن" ص 47].
وَ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت276) : " الوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَهِيَ فِي صِفَاتِ اللهِ إِلَى حَيْثُ انْتَهَى فِي صِفَاتِهِ ، أَوْ حَيْثُ انْتَهَى رَسُـوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ " ا.ه: "ا. [انظر : "الاختلاف في اللفظ" ص30].
وَ قَالَ ابْنُ سُرَيْجٍ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت 306 ) : " حَرَامٌ عَلَى العُقُوْلِ أَنْ تُمَثِّلَ اللهَ _ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى _ ، وَ عَلَى الأوْهَامِ أَنْ تَحُدَّهُ ، وَ عَلَى الظُّنُوْنِ أَنْ تَقْطَعَ ، وَ عَلَى الضَّمَائِرِ أَنْ تَعَمَّقَ ، وَ عَلَى النُّفُوْسِ أَنْ تُفَكِّرَ ، وَ عَلَى الأَفْكَارِ أَنْ تُحِيْطَ ، وَ عَلَى الأَلْبَابِ أَنْ تَصِفَ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ ، أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ " ا.ه.[انظر : "العلو" ص125، و "كتاب الأربعين في صفات رب العالمين" - ضمن ست رسائل - ص115 كلاهما للذهبي ، و "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" ص 170] .
وَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت275) : " سَمِعْتُ إِسْحَاقَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ يَقُولُ : " إِنَّ اللهَ _ عَزَّ وَ جَلَّ _ وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ بِصِفَاتٍ اسْتَغْنَى الخَلْقُ أَنْ يَصِفُوْهُ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ " ا.ه[انظر : "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة" 2/451].
وَ قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت311) : " إِنَّا لا نَصِفُ مَعْبُوْدَنَا إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ : إِمَّا فِي كِتَابِ اللهِ ، أَوْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ بِنَقْلِ العَدْلِ عَن العَدْلِ مَوْصُوْلاً إِلَيْهِ ، لا نَحْتَجُّ بِالمَرَاسِيْلِ ، وَ لا بِالأَخْبَارِ الوَاهِيَةِ ، وَ لا نَحْتَجُّ _ أَيْضَاً _ فِي صِفَاتِ مَعْبُوْدِنَا بِالآرَاءِ وَ المَقَايِيسِ " ا.ه[انظر : "التوحيد و إثبات صفات الرب –عزوجل-" 1/137 ، و انظر 1/51].
وَ قَالَ البَرْبَهَارِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ ( ت329) : " وَ اعْلَمْ _ رَحِمَكَ اللهُ _ أَنَّ الكَلامَ فِي الرَّبِّ _ تَعَالَى _ مُحْدَثٌ ، وَ هُو بِدْعَةٌ وَ ضَلالَةٌ ، وَ لا يُتَكَلَّمُ فِي الرَّبِّ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ _ عَزَّ وَ جَلَّ _ فِي القُرْآنِ ، وَ مَا بَيَّنَ رَسُوْلُ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ لأَصْحَابِهِ " ا.ه[انظر : "شرح السنة" ص 24].
وَ قَالَ الإسْمَاعِيْلِيُّ _ رَحِمَهُ اللََّهُ _ (ت371) : " اعْلَمُوْا _ رَحِمَنَا اللهُ وَ إِيَّاكُمْ _ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الحَدِيْثِ _ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ _ الإقْرَارُ بِاللهِ ، وَ مَلائِكَتِهِ ، وَ كُتُبِهِ ، وَ رُسُلِهِ ، وَ قَبُوْلُ مَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللهِ _ تَعَالَى _ ، وَ صَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ َسَلَّمَ _ ، لا مَعْدِلَ عَمَّا وَرَدَا بِهِ ، وَ لا سَبِيْلَ إِلَى رَدِّهِ ؛ إِذْ كَانُوْا مَأْمُوْرِيْنَ بِاتِّبَاعِ الكِتَابِ وَ السُّـنَّةِ ، وَ يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّ اللهَ _ تَعَالَى _ مَدْعُـوٌّ بِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى ، وَ مَوْصُوْفٌ بِصِفَاتِهِ _ التِي سَمَّى ، وَ وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ ، وَ وَصَفَهُ بِهَا نَبِيُّهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ " ا.ه[أخرجه ابن قدامة في :"ذم التأويل" ص 17 ، و الذهبي في :"العلو" ص167 ، و في : "كتاب الأربعين في صفات رب العالمين" - ضمن ست رسائل - ص118، و في"سير أعلام النبلاء" 16/295"، و في"التذكرة" 3/939].
وَ قَالَ الخَطَّابِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ (ت388) : " وَ مِنْ عِلْمِ هَذَا البَابِ _ أَعْنِي بَابَ الأَسْمَاءِ وَ الصِّفَاتِ _ ، وَ مِمَّا يَدْخُلُ فِي أَحْكَامِهِ ، وَ يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ شَرَائِطَ : أَنَّهُ لا يُتَجَاوَزُ فِيْهَا التَّوْقِيْفُ ، وَ لا يُسْتَعْمَلُ فِيْهَا القِيَاسُ ؛ فَيُلْحَقَ بِالشَّئِ نَظِيْرُهُ فِي ظَاهِرِ وَضْعِ اللغَةِ ، وَ مُتَعَارَفِ الكَلامِ ... .
وَ هَذَا البَابُ يَجِبُ أَنْ يُرَاعَى ، وَ لا يُـغْفَلَ ؛ فَإِنَّ عَائِدَتَهُ عَظِيْمَةٌ ، وَ الجَهْل بِهِ ضَارٌّ ، وَ بِاللهِ التَّوْفِـيْقُ " ا.ه.[لنظر : "شأن الدعاء" ص 111]
وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت403) : " أَسْمَاءُ اللهِ وَ صِفَاتُهُ لا تُعْلَمُ إِلا بِالتَّوْقِيْفِ مِن الكِتَابِ أَو السُّـنَّةِ أَو الإجْمَاعِ ، وَ لا يَدْخُلُ فِيْهَا القِيَاسُ " ا.ه.[نقله عنه الحافظ ابن حجر في :"فتح الباري" 11/217].
وَ قَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت444) : " وَ قَد اتَّفَقَت الأَئِمَّةُ عَلَى أَنَّ الصِّفَاتِ لا تُؤْخَذُ إِلا تَوْقِيْفَاً ، وَ كَذَلِكَ شَرْحُهَا لا يَجُوْزُ إِلا بِتَوْقِيْفٍ ؛ فَقَوْلُ المُتَكَلِّمِيْنَ فِي نَفْي الصِّفَاتِ ، أَوْ إِثْبَاتِهَا بِمُجَرَّدِ العَقْلِ ، أَوْ حَمْلِهَا عَلَى تَأْوِيْلٍ مُخَالِفٍ لِلظَّاهِرِ : ضَلالٌ .
وَ لا يَجُوْزُ أَنْ يُوْصَفَ اللهُ _ سُبْحَانَهُ _ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ؛ وَ ذَاكَ إِذَا ثَبَتَ الحَدِيْثُ ، وَلَمْ يَبْقَ شُبْهَةٌ فِي صِحَّتِهِ ، فَأَمَّا مَا عَدَا ذَلِكَ مِن الرِّوَايَاتِ المَعْلُوْلَةِ ، وَ الطُّرُقِ الوَاهِيَةِ فَلا يَجُوْزُ أَنْ يُعْتَقَدَ فِي ذَاتِ اللهِ _ سُبْحَانَهُ _ ، وَ لا فِي صِفَاتِهِ مَا يُوْجَدُ فِيْهَا بِاتِّـفَاقِ العُلَمَاءِ بِالأَثَـرِ " ا.ه.[انظر :"رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت" ص 121، و انظر ص 161].
وَ قَالَ ابْنُ عَبْدِالبَرِّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت463) : " إِنَّ اللهَ _ عَزَّ وَ جَلَّ _ لا يُوْصَفُ عِنْدَ الجَمَاعَةِ _ أَهْلِ السُّـنَّةِ _ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، أَوْ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّـةُ " ا.ه. [ انظر : "جامع بيان العلم وفضله" 2/92].
وَ قَالَ _ أَيْضَـاً_ : " لَيْسَ فِي الاعْتِقَادِ كُلِّهِ فِي صِفَاتِ اللهِ ، وَ أَسْمَائِهِ إِلا مَا جَاءَ مَنْصُوْصَاً فِي كِتَابِ اللهِ ، أَوْ صَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، أَوْ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّـةُ .
وَ مَا جَاءَ مِنْ أَخْـبَارِ الآحَادِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ ، أَوْ نَحْوِهِ يُسَلَّمُ لَهُ ، وَ لا يُنَاظَـرُ فِيْهِ " ا.ه. [ انظر المرجع السابق 2/96].
وَ قَالَ أَبُو القَاسِمِ القُشَـيْرِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت465) : " أَسْمِاءُ اللهِ تُوْجَدُ تَوْقِـيْفَاً ، وَ يُرَاعَى فِيْهَا الكِتَابُ وَالسُّـنَّةُ وَالإجْمَاعُ ، فَكُلُّ اسْمٍ وَرَدَ فِي هَذِهِ الأُصُوْلِ وَجَبَ إِطْـلاقُهُ فِي وَصْفِهِ _ تَعَالَى _ ، وَ مَا لَمْ يَرِدْ فِيْهَا لا يَجُوْزُ إِطْلاقُهُ فِي وَصْفِهِ _ تَعَالَى _ وَإِنْ صَحَّ مَعْنَاهُ " ا.ه. [نقله عنه الملا علي القاري في : " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" 5/71].
وَ قَالَ قَوَّامُ السُّـنَّةِ الأَصْبَهَانِيُّ _ رَحِمَهُ اللهُ _ (ت535) : " فَلا يُسَمَّى إِلا بِمَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ ، أَوْ سَمَّاهُ بِهِ رَسُوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، وَ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّةُ ، وَ أَجْمَعَتْ الأُمَّةُ عَلَى تَسْمِيَتِهِ بِهِ ، وَ لا يُوْصَفُ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ , أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ _ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ _ ، أَوْ أَجْمَعَ عَلَيْهِ المُسْلِمُوْنَ ؛ فَمَنْ وَصَفَهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُو ضَالٌّ " ا.ه.[انظر : "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة " 2/383.].
وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ – رَحِمَهُ اللهُ - : "إِنَّ مُعْتَمَدَنَا فِي صِفَاتِ اللهِ – تَعَالَى – مَا صَحَّ بِهِ النَّقْلُ عَن اللهِ – تَعَالَى - ، وَ عَنْ رَسُـوْلِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - ، وَ نَصِفُ اللهَ – تَعَالَى – بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ ، وَ لا نَتَـعَدَّى"ا.ه ["البرهان في بيان القرآن"ص88]
وَقاَلَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ – رَحِمَهُ اللهُ – (ت728): "القَوْلُ الشَّامِلُ فِي جَمِيْعِ بَابَ أَسْمَاءِ اللهِ وَ صِفَاتِهِ أَنْ يُوْصَفَ اللهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - ، وَ بِمَا وَصَفَهُ بِهِ السَّابِقُوْنَ الأوَّلُوْنَ ، لا يُتَجَاوَزُ القُرْآنُ وَ الحَدِيْثُ " ا.ه .[ "مجموع الفتاوى"5/26،و انظر 3/160، 7/663، "الجواب الفاصل بتمييز الحق من الباطل"ص13،22]
وَ قَالَ عَبْدُاللطِيْفِ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ – رَحِمَهُ اللهُ – (ت1293) : " وَ مِن الأُصُوْلِ المُعْتَبَرَةِ ، وَ القَوَاعِدِ المُقَرَّرَةِ عِنْدَ أَهْلِ السُّـنَّةِ وَ الجَمَاعَةِ أَنَّ اللهَ – تَعَالَى – لا يُوْصَفُ إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُوْلُهُ ، لا يَتَجَاوَزُ ذَلِكَ أَهْلُ العِلْمِ وَالإيْمَانِ ، وَ لا يَتَكَلَّفُوْنَ عِلْمَ مَا لَمْ يَصِفْ الرَّبُّ – تَبَارَكَ وَ تَعَالَى – بِهِ نَفْسَهُ ، وَ مَا لَمْ يَصِفْهُ بِهِ رَسُوْلُهُ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - ؛ وَ اللهُ أَكْبَرُ وَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ فِي صُدُوْرِ أَوْلِيَائِهِ وَ عِبَادِهِ المُـؤْمِنِيْنَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمُوْا فِي صِفَاتِهِ بِمُجَرَّدِ آرَائِهِمْ وَ اصْطِلاحَاتِهِمْ ، وَ عِبَارَاتِ مُتَكَلِّمِـيْهِمْ " ا.ه.[انظر : "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام" 3/113].