هديتك لله في العام الجديد

[حمزة البوسعادي]

ربما يتعجب البعض من هذا العنوان.. ويستنكره آخرون.

ولكن..
ألم يرْوِ أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (تهادوا تحابوا).. وأي حب ترنو إليه نفوسنا خيرًا من حب الله عز وجل؟!
ألا نبتهل بدعاء تهيم به نفوسنا (اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني من حبك)؟!
نعم.. إن الله غني عن العالمين وليس بحاجة إلى هدايانا (ومَن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إنّ الله لغني عن العالمين)..
ولكن..
ألا يفرح بتوبة التائب؟!
ألم يقل الحبيب صلى الله عليه وسلم: "إن الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد يقتله العطش".
ألا يغار على عباده المؤمنين إذا فرطوا وحادوا عن طريقه وتنكروا لسابق عهد الوصال؟!
إذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله". رواه البخاري.
إن هديتك لله في العام الجديد جزء من ملامح علاقة وثيقة ومميزة يتفرد بها كل منا عن الآخر سيرا على نهج النجوم الأوائل الذين أحبوا بصدق فأبدعوا في حبهم لله، فتجد لكل منهم خصوصية في علاقته وذكرى تتألق في سيرته وحده.
ها هو خالد بن الوليد يدرك أن ريادته في العلاقة مع الله تتشكل في ميادين المعارك فيقبل إثر كل جولة ليضم لباقته الرائعة حفنة جديدة من تراب أرض المعركة ويوصي أن يوسد في قبره بهذه الباقة من الثرى المترع بأريج الجهاد وعبق النصر.
وللنساء كذلك باع في الحب يتجلى في أبهى صوره مع أم سليم الأنصارية والدة كل من أنس والبراء بن مالك رضي الله عنهما، والتي دأبت على جمع حبات عرق النبي صلى الله عليه وسلم وجعلتها في قارورة خاصة ليطيب بها كفنها وأكفان أبنائها.
وأنت ماذا تهدي لله في العام الجديد؟

توبة صادقة يفرح بها؟ أم فريضة كنت مضيعا لها؟ أم سنة جديدة من سنن الحبيب المصطفى تعزم على الالتزام بها؟ أم طاعة خاصة تتفرد بها في علاقتك مع الله تبدأها مع بداية العام الجديد؟