شرح المثل القائل : وافق شنُّ طبقة !!
في الأمثال العربية السائرة ( وافق شن طبقة ) قد فسره جماعة بأقوال متابينة !! ومن أطرف ما قيل في تفسيره : ما نقله جماعة : منهم في تاج العروس [26 / 53 / 54 / طبعة دار الهداية ] عن الشّرْقيُّ بنُ القُطامِيِّ أنه قال : (كانَ رجُلٌ من دُهاة العرَب وعُقلائِهِم يُقال له : شَنٌّ فقال : واللهِ لأطوفَنّ حتى أجِدَ امْرأةً مِثْلي فأتزوّجَها ، فبينما هو في بعضِ مَسيرِه إذ رافقَه رجُلٌ في الطّريق فسألَه شنٌّ : أتَحْمِلُني أم أحمِلُك ؟ فقال له الرّجل : يا جاهِلُ أنا راكِبٌ وأنتَ راكِبٌ فكيفَ أحْمِلُك أو تحمِلُني ؟ فسكت عنه شنٌّ ، وسارَ حتى إذا قرُبا من القَرْيةِ إذا هما بزَرْعٍ قد استَحْصَد فقال شَنٌّ : أتُرى هذا الزّرْعَ أُكِل أم لا ؟ فقال له الرّجلُ : يا جاهلُ تَرى مُستَحصِداً فتَقول : أُكِلَ أم لا ؟ فسكتَ عنه شنّ ، حتى إذا دَخلا القَريةَ لقِيتْهُما جَنازة فقال شنٌّ : أتُرى صاحبَ هذا النّعْشِ حيّاً أو مَيِّتاً ؟ فقال له الرّجل : ما رأيتُ أجْهَلَ منْك ! تَرى جِنازةً تسألُ عنها : أميِّتٌ صاحِبُها أم حيّ ؟ فسكَتَ عنه شنٌّ ، فأرادَ مفارقَته فأبى ذلك الرّجلُ أن يتْرُكَه حتى يَسيرَ به الى منْزِله ، فمضَى معه وكانَ للرّجل بنْتٌ يُقالُ لها : طَبَقةُ ، فلمّا دخَل عليها أبوها سألَتْه عن ضَيْفِه فأخْبَرَها بمُرافقَته إيّاه ، وشَكا إليها جهْلَه ، وحدّثها بحَديثِه فقالتْ : يا أبَتِ ما هذا بجاهِلٍ . أما قولُه : أتَحْملُني أم أحْمِلُك ؟ فأرادَ أتُحدّثُني أم أحدّثُك حتى نقْطَعَ طريقَنا... وأما قولُه : أتُرى هذا الزّرعَ أُكِل أم لا ؟ فإنّما أرادَ هلْ باعَهُ أهلُه فأكَلوا ثمنه أم لا ؟ ... وأمّا قولُه في الجِنازة : فأرادَ هل ترَكَ عَقِباً يحيا بهم ذِكْرُه أم لا ؟ ... فخرَج الرّجُلُ فقَعَدَ مع شنٍّ فحادَثَه ساعةً ثم قال : أتُحِبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألْتَني عنه ؟ قال : نعَم ففسّره فقال شنٌّ : ما هذا من كَلامِك فأخْبِرْني عن صاحِبِه ؟ فقال : ابنةٌ لي ، فخطبَها إليه وزوّجَها له وحملَها الى أهلِه .... ومنه قيل : وافقَ شنٌّ طبَقَة وكذا : صادَفَ شنٌّ طَبَقَةَ
و الظّاهر أن مثله ما نُسج على معناه عندنا في الأمثال الشعبية فيقولون (( قَادومْ و لْقَات يدها ))