![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس".. حديث حسن هذه الوصية الغالية، والكلمة الطيبة، من أهم ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً، وقد بعثه إلى اليمن معلماً ومرشداً، وفي الحقيقة فإنها وصية للأمة الإسلامية جمعاء، لأن هداية الخلق وإرشادهم هي غاية الشرع ومقصوده، والمراد بالهداية هنا هداية الإرشاد والتوجيه، أما هداية القلوب فلا يملكها إلا الله: [ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ]القصص56، [ الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله]. الأعراف43 وحكم الدعوة إلى الله الوجوب العيني على من تعينت عليهم من العلماء وطلاب العلم: [ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون] التوبة122، والوجوب الكفائي على غيرهم من عامة المسلمين حسب الطاقة. ووسائل الدعوة كثيرة ومتنوعة ومختلفة باختلاف الداعين والمدعوين، فالدعوة إلى الله تكون بالقدوة الحسنة بالفعال والخصال قبل الأقوال، وباللسان والبنان، وبالمال والإحسان، وشروطها الصدق، والإخلاص، والعلم، والرفق، والتلطف، والحكمة: [ ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم] .النحل125 والدعوة إلى الله هي وظيفة الأنبياء والرسل وورثتهم من العلماء العاملين، لهذا فلا يحول بينهم وبين عملهم هذا حائل سوى الموت، لا يمنعهم من ذلك خوف، ولا مرض، ولا حبس، ولا غربة، فإن منعوا من الكلام، وعزلوا عن الأنام، وغربوا عن الأوطان، هرعوا إلى الكتابة، وإن حيل بينهم وبين أدواتها استعاضوا عن ذلك بما تيسر، ففي الفحم عوض عن القلم، وفي الرأس عوض عما في الكراس، وفي الحيطان والجدران عوض عن الدفاتر والليحان. فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وإمامنا العظيم لم يمنعه خوفه من الرصد ومطاردة قريش له من أن يؤدي واجبه ويقوم برسالته، وذلك عندما التقى، وهو في طريق هجرته إلى المدينة، ببريدة بن الحصيب الأسلمي وقومه، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، وها هو نبي الله يوسف عليه السلام لم يمنعه الحبس والسجن من دعوة المسجونين إلى توحيد الله عز وجل، فقد استغل فرصة سؤال بعض المسجونين له عن تأويل رؤيا منامية قائلاً: [ يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بهــا من سلطــان] .يوسف39 وما فعله الرسل مارسه ورثتهم في الحبس، أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، وشمس الأئمة السرخسي، وغيرهما كثير، مما جعل شيخ الإسلام ابن تيمية يحول نقمة السجن إلى نعمة، حيث قال عندما أودع سجن القلعة بدمشق ظلماً وعدواناً: [ وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب] الحديد 13، وحيث سخر من صنيع أعدائه به، (فقال عندما قال له بعض المشايخ: كل هذا يعملونه حتى توافقهم، وهم عاملون على قتلك، أونفيك، أوحبسك: "إن أنا قتِلتُ كانت لي شهادة، وإن نفيتُ كانت لي هجرة، ولو نفوني إلى قبرص دعوتُ أهلها إلى الله وأجابوني، وإن حبسوني كان لي معبداً، وأنا مثل الغنمة التي كيف تقلبت تقلبت على صوف"، فيئسوا منه وانصرفوا). عليك أخي الداعية بالوسيلة الباقية، بنشر العلم، وكتابته، وتدوينه. العلم صيد، والكتابة قيد **قيِّد صيودك بالحبال الواثقة إذا أردت ألا ينقطع عملك، وأن تتصل دنياك بآخرتك: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وابن صالح يدعو له".متفق عليه لذلك فإن كثيراً من العلماء الربانيين حرصوا على الكتابة والتأليف، والفتوى والتدريس وهم في غياهب السجون، وقد منعوا من أسبابها، وحرموا من أدواتها، فجل رسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية خرجت من السجن، وكتبت بالفحم، ودونت على الجدران والحيطان، منها: منهاج السنة المحمدية، الإيمان، الاستقامة، تلبيس الجهمية، الفتاوى المصرية، الرد الكبير على من اعترض على رسالة الحلف بالطلاق، والرد على الإخنائي، وغيرها كثير. (وأملى شمس الأئمة السرخسي كتابه "المبسوط" نحو خمسة عشر مجلداً، وهو في السجن بـ"أوزجند" كان محبوساً في الجب بسبب كلمة نصح بها الخاقان، وكان يملي من خاطره من غير مطالعة كتاب وهو في أدنى الجب وأصحابه في أعلى الجب، وقال عند فراغه من شرح العبادات: "هذا آخر العبادات، بأوضح المعاني وأوجز العبارات، أملاه المحبوس عن الجمع والجماعات"، وقال في آخر شرح الإقرار: "انتهى شرح الإقرار المشتمل من المعاني على ما هو من الأسرار، أملاه المحبوس في محبس الأشرار"). على العلماء وطلاب العلم والدعاة الاقتداء بأمثال هؤلاء الرجال، والتأسي بسير الأخيار، والتشبه بمن سلف من الأبطال، فإن التشبه بالرجال فلاح، ومن سار على الدرب وصل، كل ذلك مع حسن النية وصدق الطوية، والله الموفق للخيرات، والمقيل للعثرات، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسالات، وعلى آله وصحبه السادات، وعلى التابعين لهم في الخيرات. المصدر الإسلام للجميع __________________
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, يهدي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc