وجه مجلس جديد لثوار ليبيا تأسس في طرابلس، انتقادات شديدة اللهجة إلى ''المجلس الوطني الانتقالي''، والسياسات الخارجية التي ينتهجها، وتوجهه المفضوح إلى الغرب ومحاولة إقحامه في الصراع الدائر· وخص ''مجلس طرابلس'' الجزائر بالذكر في بيانه الأول، وذلك على خلفية الاتهامات التي أطلقها المجلس الانتقالي في بنغازي فيما يخص قضية المرتزقة المزعومة، ودعم نظام القذافي·
وقال في هذا الإطار ''إن ثورتنا هي ثورة داخلية من أجل الحرية والكرامة، وتصفية الحساب مع قوى الاستبداد والظلم المحلية·· وهي غير موجهه ضد أحد من الخارج، الأمر الذي يلزمنا بتسجيل رفضنا القطعي لكل محاولات الإساءة لعلاقات الثورة مع دول جارة وشقيقة، وقوى إقليمية مخلصة ومهمة عبر تصريحات غير مسؤولة ستعرض الثورة لخطر الرفض الإقليمي، وردود الأفعال الضارة''، مضيفا أن هذه التصرفات هي دلالة على فقر استراتيجي بتقدير الوضع الحرج والهش للثورة، وفشل بإدارة تحدياتنا السياسية، وعوز بمهارات التواصل والتفاوض وإدارة العلاقات التي يجب أن تكون على رأس مهارات أقل موظفي المجلس الانتقالي شأنا''· وطالب مجلس طرابلس بتعيين شخصين متخصصين في الشؤون الجزائرية والتركية بصورة عاجلة، ليكونا مبعوثين لدى حكومتي البلدين لـ''إصلاح ما أفسدته الرعونة والتسرع، والتوقف فورا عن هدم الجسور مع حكومات شقيقة أخرى تواجه اضطرابات اجتماعية لمجاملة الغرب على حساب بيتنا الذي ما يزال من زجاج''، على حد تعبير البيان·وفي السياق ذاته، دعا مجلس طرابلس الذي يضم حقوقيين ومستشارين وقضاة، ومحامين وأطباء وسياسيين ونخبة من سكان العاصمة، ''جماعة بنغازي'' إلى ''تصحيح المسار وتصويب الخطأ ودرء فتن باتت تجسدها الكثير من المواقف''، مضيفا أنه يرفض تعهدات المجلس الانتقالي للدول الغربية بـ''امتيازات نفطية واستثمارية'' مقابل المساعدة في الإطاحة بنظام القذافي، معتبرا التصريحات التي أطلقت في هذا الإطار، ''خروجا صريحا عن حدود المسؤوليات الثورية للمجلس الانتقالي، وتناقضا صارخا مع فلسفة بعثه ووجوده، وشكلا من أشكال البدائية السياسية· وأكد البيان أن ''مجموعة طرابلس للثورة والمقاومة'' تأسف للإصرار على المتاجرة بهذه الوعود التي ترفضها مبادئ الثورة والتغيير· من ناحية أخرى، أدانت ''مجموعة طرابلس'' كل الجهود الرامية لعقد مؤتمر بإيطاليا الشهر القادم للنظر في مشروع إعادة ضخ النفط الليبي إلى الغرب، معتبرة أن هذا المشروع الذي يرعاه المجلس الانتقالي هو تآمر صريح على الثورة الليبية، ومشاركة متعمدة لإجهاضها وتهديد للوحدة الوطنية، مضيفة ''لقد بات واضحا بعد طرح هذا المشروع المشبوه، حقيقة عمليات الغرب العسكرية التي تهدف لتكريس الانقسام وإنهاء قدرة قوات الطاغية على بلوغ المنطقة الشرقية تمهيدا للاستفراد بسادتها الجدد لضمان عودة تدفق النفط بعد فك ارتباطه بنزيف دماء الليبيين ومعاناتهم''·