
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على النبي الكريم...
ثم أما بعد...
أكتب إليكم هذه الكلمات و أنا لا أعلم هل سيقدر الله لها الوصول إلى أيدكم أم لا....
أنا الذي حكم عليّ القدر أن أحى شقيا...أنا الذي حكم عليّ الزمن الغادر بأن أحى حياة جرذ ..في مكان قاسي..لا يدخله النور إلى من نافذة صغيرة في إحدى زوايا بيتي الذي لم أرد أن أعيش فيه يوما...
أنا الذي أُريد لي أن أحى بعيدا عن وطني...بعيدا عن أهلي...بعيدا عن أمي و أبي...بعيدا عن الخلان و الأحبة...بعيدا عن النور و أشعة الشمس...
أنا الشقيّ الذي أراد أن يهرب من أوضعه الصعبة فسقط في مكان لا خروج منه...
في مكان يغص بالمرض و الجرذان و اليهود...هم حقا خليط من سقاطة الشعوب ...
أنا الذي اُتهمت زورا و بطلانا ... ألصقوا فيّ ما لم تقترفه يدي...ما لشيء إلاّ لأنني أردت أن أحى حياة كريمة...
أحن إلى خبز أمي...إلى قهوة أمي...أحن إلى مائدة إفطار معكم...أحن إلى زرقة سماء بلادي...أحن إلى إنسانيتي التي أُخذت منى بالقوة...
أحن إلى سريري...أصدقائي...أحن إلى أبناء بلادي...
أعلم أن لا مستقبل لي...فحياتي قد انتهت يوم قررت أن أرحل عنكم...كنت أنا من وضع نقطة النهائية...أما الآن فموتي أحسن لي من حياتي...فدعوني أكمل آخر فصل من حياتي