واشنطن تبحث عن دولة إفريقية تستقبل القذافي وباريس محبطة

[اميره 2008]

انتقدت نائبة أمريكية تعامل الرئيس باراك أوباما مع الأزمة الليبية، وقالت ميشيل باشمان، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي: ''مازلنا لا نعلم من هي قوات المعارضة التي نمدها بالمساعدة''، مضيفة بالقول ''أعتقد أن التدخل في ليبيا خطوة حمقاء''.

أفادت صحيفة ''نيويورك تايمز'' بأن الحكومة الأمريكية أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف القذافي. غير أن المسؤولين الأمريكيين لم يحصلوا إلا على لائحة بأسماء عدد قليل من الدول المرشحة الإفريقية التي لم توقع على معاهدة روما.
وفي التفاصيل، حذرت باشمان من أن حملة الناتو العسكرية في ليبيا قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز تنظيم القاعدة. وقالت المتحدثة إن ''ما توفر لنا من تقارير تقول إن هناك عناصر من القاعدة في شمال إفريقيا وحزب الله بين القوات المضادة''.
وحذرت باشمان من خطورة أن يسيطر الإرهاب بسهولة على ثروات ليبيا الهائلة من النفط إذا تمت الإطاحة بالقذافي، كما أشارت إلى أنها تتحدث بحذر حتى لا تفشي أسرار الأمن القومي.
وقالت في هذا الإطار: ''إذا أطيح بالقذافي وجاء تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا وسيطر على عائدات النفط، عندها سيكون لديهم مصدر تمويل دائم للإرهاب العالمي في جميع أنحاء العالم''.
ومن جهته، حذر إرنست أورلاو، رئيس الاستخبارات الخارجية السابق، من تنامي قوة تنظيم القاعدة في إفريقيا، لكن المسؤول الألماني استبعد سقوط نظام القذافي في المستقبل القريب. وقال في مقابلة مع صحيفة ''هامبورغر آبندبلات'' الألمانية إن ''الوضع الراهن يشير من الناحية العسكرية إلى أن أيا من طرفي الصراع غير قادر على حسم المعركة لصالحه''.
وأشار المتحدث إلى أن مناوئي القذافي أغضبهم على سبيل المثال تردي أحوال التعليم والسكن، في الوقت الذي ينفق فيه النظام الأموال للتدخل في الشؤون السياسية في دول أخرى مثل السودان أو تشاد.
واشتكى وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي من افتقاد الدعم الأمريكي في العملية العسكرية ضد ليبيا، حيث قال: ''في غياب الطيران الأمريكي نقوم حاليا بنحو 150 طلعة جوية يوميا وتقوم فرنسا وحدها بين 20 إلى 25بالمائة من الطلعات''. وأضاف لونغي أن ''المشكلة هي أننا نفتقر لمعلومات ملموسة وأكيدة حول أهداف يتم رصدها على الأرض''.
ورجح لونغي بالمقابل أن يطول أمد النزاع في ليبيا، وأكد لونغي في حديث نشرته صحيفة ''لوباريزيان'' معلقا على احتمال استمرار النزاع بالقول ''نعم أن الحرب طويلة ومعقدة، ولأنها معقدة ستكون طويلة''.
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد استبعد في تصريح لمحطة ''سكاي نيوز'' إرسال قوات برية إلى ليبيا، قائلا إن ''المهم هو التمسك بتفويض الأمم المتحدة وعدم اتخاذ إجراء من شأنه إثارة استياء العالم العربي''.
وعلى الصعيد الميداني، تراجعت المعارضة المسلحة إلى أجدابيا بعد قصف مدفعي عنيف من طرف كتائب القذافي أمس، بينما يستمر الحصار الأمني المضروب على مدينة مصراتة ويزداد الوضع الإنساني تعقيدا. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم قوات المعارضة الليبية عبد الباسط مزريق، إن قوات القذافي عاودت، أمس، قصف مصراتة، ما أوقع ستة قتلى على الأقل وإصابة حوالي 47 آخرين. في الوقت الذي يتكرر مشهد الكرّ والفرّ تقريبا في البريقة بين المعارضة وقوات القذافي بغية السيطرة عليها.