السلام عليكم
يامن تفصل السياسة الشيعية عن العقيدتهم .
أما وظيفة الإمام عند الشيعة، فتتجاوز الوظيفة السياسية والقيادة الدنيوية كما هي وظيفته في منظور أهل السنة، بل هي استمرار للنبوة، ووظيفة الإمام عندهم كوظيفة النبي، وصفاته كصفاته، وتعيين الإمام كتعيين النبي لا يتم إلا باختيار إلهي. لذلك أوردوا روايات تصف أئمتهم بكل صفات الكمال التي في الرسل والأنبياء، فلا فرق عندهم بين الإمام والنبي، حتى قال الخميني: "وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا محمودًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
والإمامة، عند الشيعة، كالنبوة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان رسوله أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده، وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكموا فيمن يعينه الله هاديا ومرشدا لعامة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه.
والإمامة عند الشيعة هي زعامة ورئاسة إلهية عامة على جميع الناس ، وهي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، إذ لابد أن يكون لكل عصر إمام وهاديا للناس، يخلف النبي – صلى الله عليه وسلم- في وظائفه ومسئولياته، ويتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم.
والإمام طبقا للمفهوم الشيعي واجب العصمة واجب الطاعة والإمامة لا تكون إلا بالنص من الله على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله، وليست هي بالاختيار والانتخاب من قبل الناس.
ومن النصوص الشيعية في هذا الأمر: "عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام، ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن، والأرضين السبع وما عليهن، وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي لأكببته في سقر".
والشيعة بكل تجرؤ وتبحج يضيفون لقواعد الإسلام قاعدة جديدة وهي الإمامة، وكأن القرآن لم يعرض لهذه المسألة التي يتوقف عليها قبول الأعمال عند الله كما يدعون، وكأنه لم يذكر لنا هذا الركن الأساسي ويبينه ويفصله كسائر الأركان.
والإمامة، كما يراها الشيعة، ثابتة بنص من الرسول صلى الله عليه وآله ومختصة بالأئمة الاثني عشر من أهل البيت، وأن معرفة أحكام الإسلام بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله يكون بالرجوع إلى هؤلاء الأئمة أو إلى الصحيح مما روي عنهم، وإذا تعارض قولهم مع قول غيرهم فإنه يجب الأخذ بقولهم بوصفهم الخزانة الأمينة لسنة المصطفى صلى الله عليه وآله.
ومن النصوص الشيعية المعتبرة أيضًا: عن أبي جعفر قال: " بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال:" الولاية أفضل " … " أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان "
( الكافي 2/16 كتاب الإيمان والكفر باب دعائم الإسلام)."
تأمل هذه الرواية التي هي من الروايات الأساسية التي تقوم عليها هذه العقيدة، وقد حذفت الشهادتين وأحلت محلهما الولاية. قمن أظلم ممن حذف الشهادتين ليضع مكانها ولاية أهل البيت التي جعلوها كذلك أفضل من الصلاة والصوم والزكاة والحج يالا السياسة ويالا العقيدة .