الفصل الأول
((عراك شرس))
كان من المستحيل التنزه في ذلك النهار , فمع أننا تجولنا في الحديقه الجرداء لمده ساعه في الصباح , والطقس كان دافئاً نوعاً ما
إلاأنه منذ الغداء بدأت ريح الشتاء البارده تهب , حامله معها غيوماً داكنه كثيفه وأمطاراَ غزيره بحيث إستحال الخروج من المنزل
وبما أنني كرهت كثيراً النزهات الطويله , خاصه بعد ظهر الأيام البارده , سررت لهذا التغير المفاجئ في الطقس فالمجئ إلى المنزل عند الغسق كان رهيباً بالنسبه لي بأصابع يد وأرجل مثلجه !!! وقلب أحزنه توبيخ الممرضه بيسي والإدراك كم كان جسدي الصغير الهزيل ضعيفاً
بالمقارنه مع أجساد إليزا , جون وجوجيانا ريد ..
جلس أبناء خالي إليزا , جون وجوجيانا الآن مع والدتهن في غرفه الجلوس في منزلهم (غايستهد)
كانت مستلقيه بالقرب من الموقد وأطفالها الأعزاء حولها . شعرت بغايه السعاده لأنهم لم يكونوا يتشاجرون ولا يصيحون . إلا إنني طردت من المجموعه . فقد قالت أنها نادمه لاضطرارها إلى إبعادي وأنها إلى أن أحاول بإخلاص التصرف بمزيد من اللياقه وأنمي طبيعه أكثر وديه ورقه
لن تستطيع السماح لي بالملذات المخصصة فقط للأطفال الطيبين والمطيعين ,,,,,
سألتها ((لكن مالذي فعلته؟؟!!))
-((كوني مهذبه وإلزمي الصمت ياجين فأنا لا أحب الأسئله أو الإعتراضات . لاينبغي للأطفال التحدث مع الأكبر سناً بهذه الطريقه , ابتعدي عن الغرفه , والزمي الصمت إلى أن تتمكني من التكلم بلطف !))
سرت ببطء في إتجاه غرفه طعام صغيره مجاوره لغرفه جلوسهم . شملت الغرفه الكثير من رفوف الكتب . فتناولت كتاباً بعدما تأكدت أنه غني بالصور .
تسلقت إلى حافه النافذه , وبعدما رفعت قدمي, جلست متربعه, وبعدما سحبت الستائر الحمراء , شعرت بأنني محميه وبعيده عن أنظار الآخرين
كان كتاباً ساحراً ذا صور ملونه جميله , كل صوره روت قصه غامضه ومثيره للغايه
مثيره تماماً كالقصص التي روتها لنا بيسي أحياناً في أماسي الشتاء عندما يصدف أن تتمتع بمزاج جيد , مستحوذه على أنفاسنا وانتباهنا المتلهف بذكريات الحب والمغامره من الأغنيات والروايات القديمه .
فرحت كثيراً وأنا أنظر إلى الكتاب بعينين متلهفتين –لم أخش شيئاً سوى المقاطعه_ وسرعان ماأتت...
إذ ناداني جون ريد .
توقف برهه ينتظر رداً . فوجد الغرفه فارغه
فجأه صرخ :"أين هي؟ ليزا !!!جورجي !!!!" شرع ينادي أختيه .
"ليست جين هنا ......أخبرا أمي أنها فرت إلى المطر ..... يالها من حيوانه ردئيه !!!"
فكرت !! ((لحسن الحظ أني سحبت الستائر )) ثم شرعت أصلي لله من كل قلبي كي لايكتشف مخبئي ......
لم يكتشفه بنفسه إذ لم يكن حاد النظر ولا ذكياً *لكن * أخته إليزا نظرت حول الغرفه وصاحت في الحال :
"إنها على حافه النافذه ... بالتأكيد ... ياجون "
برزت من خلف الستائر فوراً لأن فكره جذبي خارجاً بواسطه جون سببت لي الرعب
سألت بصوت مرتجف :"ماذاتريد؟؟!!"
فكان جوابه القاسي :" قولي مالذي تريده يا سيد حون ؟؟؟ ثم أضاف " أريد منك المجئ إلى هنا
جلس في أريكه وأشار إلي كي أقترب وأقف أمامه
كان جون ريد طالباً في الرابعه عشرمن العمر !! أكبر مني بأربع سنوات ,كان ضخماً نوعاً ما وسميناً بالنسبه لسنه ,,,
يتمتع بتقاسيم وجه خشنه , ذراعين وساقين غليظه , وببشره سقيمه
كان يجب أن يكون بعيدا في المدرسه في تلك الأيام لكن والدته اصطحبته إلى المنزل لقضاء شهر أو اثنين "بسبب صحته الدقيقة "
لكن مديره أكد أن حالته هي نتيجة الشراهة ومع ذلك رفض قلب أمه مثل هذا الرأي القاسي , وفضلت الاعتقاد أنه كان يعمل بجهد كبير وغالباً ماأحس بالحنين إلى المنزل ..
من ناحيه ثانيه , لم يكن مولعاً جداً بأمه وشقيقتيه , كما لم يكن ممتناً لما فعلته لجعله سعيداً أما بالنسه إلي فقد احتقرني بالتأكيد وعاملني على نحو رهيب ... علاوة على ذلك كان يعاقبني بوحشيه مره أو مرتين في اليوم . لم يكن من الممكن لي تجنب عقابه الظالم . إذ لم يجرؤ الخدم على إزعاج سيدهم الصغير , كما تظاهرت أمه أنها لا تراه وهو يضربني أو أ، تسمعه وهو يهينني !!
وبما أنني اكتسبت طاعه جون . اتجهت إلى كرسيه ,, أمضى بضع دقائق يلوي وجهه ويمد لي لسانه ,,,كنت متأكده أنه سيضرب إثر ذلك ,,
وفيما انتظرت الضربه بخوف ,, فكرت بمظهره المقرف والبشع ,, وتساءلت عما إذا أحس بما يجول في خاطري لأنه بغته من دون التفوه بكلمه ,,,ضرب بكل قوته أوشكت أن أهوي أرضاً وبعدما استعدت توازني ابتعدت عده خطوات عن كرسيه !!
قال لي بقسوه " هذه لأستجواب أمي , وللزحف خفيه إلى وراء الستائر , وللنظره التي كانت في عينيك الغبيتين منذ ثلاثه دقائق أيتها الفأره "
لم يخطر لي أن أرد على إهاناته , إذ كنت معتاده جداً عليها ..................... كنت أفكر فقط كيف سأتلقى الضربه التي ستلي بالتأكيد
سألني بقسوه " مالذي كنت تفعلينه وراء الستائر ؟؟؟!
-"كنت اقرأ"
-" في أي كتاب .......أريني إياه ؟؟"
عدت إلى النافذه وجلبت الكتاب وأنا أرتعش خوفاً
-:"من سمح لك بإستخدام كتبنا ؟؟ ليس لك الحق في أخذها ,,,أنت قريبه تعيسه فقيره كما تقول والدتي ... والداك كانا فقيرين للغايه
ولم يترك لك والداك أي مال على الإطلاق كان ينبغي أن تتسولي
لا أن تعيشي مع أولاد أسياد مثلنا وتتناولي الطعام وتجلسي إلى المائده ذاتها مثلما نفعل
لا ينبغي لك أن ترتدي الملابس على نفقه أمي
إن الكتب لي وسأعلمك كيف تتدخلين برفوف كتبي ,,أن المنزل كله لي أو سيصبح لي في السنوات القادمه
اذهبي وقفي بجانب الباب بعيداً عن المرآه والنافذه
أطعت أمره على مضض وأنا لآ أدري ماذا ينوي أن يفعل لكنني عندما رأيته يرفع الكتاب ويصوبه نحوي
قفزت جانباً مطلقه صيحه رعب !
ولسوء الظ لم أتمكن من التنحي جانباً , في الوقت المحدد فأصابني الكتاب الثقيل , وقعت وضرب رأسي الباب الذي جرحه .
تدفق الدم وكان الألم غير محتمل تجاوز خوفي كل حدود
ثم تحول إلى غيظ شديد !!
فصرخت بهستيريه : """ كم أنت ولد شرير وسئ !!أنت مجرم !!
أنت أبشع وحش رأيته أنت مثل أباطره روما القديمه الأشرار !
فصرخ بدوره "" ماذا ؟؟ ماذا؟؟"
وقد صعقه أن يخاطب بمثل هذه الطريقه الغير متوقعه !!
"هل قالت هذا عني ؟ هل سمعتوها؟؟ لا بد أن أخبر أمي ..............__لكن قبل ذلك ____..............
ثم اندفع نحوي وأمسك بشعري وكتفي وحاول أن يضريني إلاأنه هاجم مخلوقه خطيره \إذ شعرت فعلاً أنه مجرم
خاصه عندما أحسست بالدم الحار يسيل على عنقي من الجرح في رأسي وفي هذه اللحظه تغلب شعوري بالمعاناه على خوفي
فهاجمته بوحشيه وكنت غاضبه جداً بحيث لم أعي مافعلت بيدي سمعته فقط يناديني :""فأره ...فأره"""
ثم أخذ يبكي بصوت مرتفع وسرعان ماوصلته المساعده عندما هرعت شقيقتاه إلى السيده ريد التي سرعان ماوصلت تتبعا بيسي وآبوت
قمن بفصلنا وسمعتهن يوبخنني وينتقدني
"يالها من فتاه صغيره شريره !!!!
كيف تجرؤين على مهاجمه السيد جون هكذا "!!!
""هل رأيتم مثل هذه الطباع الحاده ؟؟ كم هي ناكره للجميل ""
وبعد ذلك أمرت السيده ريد:
""خذوها إلى الغرفه الحمراء واسجنوها هناك ""