أكبر لاعب سناً في تاريخ كرة القدم!

[جميل]

في أيامنا هذه، عندما يستمر لاعب كرة القدم باللعب فوق سن الثلاثين، فانه يعتبر خارقاً، وقد يصل منتصف الثلاثينات ونحن ندرك ان تميزه وتألقه ولى الى الابد، كون أن موهبته الحقيقية تصقل في مطلع العشرينات وتكون في أوجها في منتصف العقد الثاني حتى نهايته، وقد نجد نجوماً استثنائيين يلعبون حتى مطلع الأربعين من عمرهم، وغالبيتهم حراس مرمى، لكن هناك لاعبين كسروا هذه القاعدة، فمن كان أكبر اللاعبين سناً في تاريخ كرة القدم الاحترافية؟

لن نتكلم عن لاعب عادي، ولا عن حارس مرمى خرافي، بل عن جناح سريع ظل يلعب ليس فقط في الثلاثينات من عمره، ولا الاربعينات، ولا حتى الخمسينات، نعم حزرتم ليس حتى في الستينات من عمره فقط... بل اعتزل اللعب وهو في السبعين من العمر (نعم 70 عاماً)... أنه الاسطورة الانكليزية سير ستانلي ماثيوز.

الغريب في انجاز ماثيوز انه لعب غالبية مسيرته في الدرجة العليا (الاولى) ضد أقوى الفرق، حيث امتدت مسيرته من 1932 وانتهت باعتزاله في عام 1985، بعد اصابته اصابة بليغة، والا لربما استمر حتى وفاته.

كان ماثيوز صاحب لياقة بدنية عالية ومهارات مثيرة وسرعة كبيرة، أبهرت الكثيرين في الثلاثينات قادت الى الاطلاق عليه لقبي "الساحر" و"فلتة المراوغات"، والغريب ان أي لاعب يلعب في نفس مركزه معرض أكثر من غيره للاصابات، وهو فعلاً سقط ضحية لها في الكثير من الاحيان، لكن بعد كل كبوة كان يعود أقوى من السابق، وأصبح أول لاعب يفوز بجائزة أفضل لاعب في اوروبا (1956)، وأفضل لاعب محلي.

برز مع فريقي ستوك وبلاكبول، واشتهرت المباراة النهائية لكأس انكلترا عام 1953 بـ"نهائي ماثيوز" حيث نجح في قلب تأخر فريقه بلاكبول 1-3، الى فوز 4-3 بفضل فاصل رائع من المراوغات على الجناح وتمريرات عرضية حاسمة، وكان حينها في الـ38 من العمر. ورغم توقف المنافسات المحلية لنحو 6 سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية، الا ان ماثيوز استمر في لعب مباريات ودية وتكريمية، ولو كانت رسمية لفاق مجموع مبارياته الـ708 المسجلة رسمياً باسمه، ومثل منتخب انكلترا في مونديالي 1950 و1954، واصبح رسمياً أكبر لاعب يسجل هدفاً للمنتخب في 1956، عندما بلغ 41 سنة و248 يوماً، وفي العام التالي أصبح أكبر لاعب يمثل المنتخب. ولعب مباراته الاخيرة في الدوري الانكليزي في 1965 عن 50 عاماً، واستمر يلعب في بطولات مختلفة بينها دوريات استراليا وكندا والولايات المتحدة وجنوب افريقيا وهو في الستينات من العمر، ولعب مباراته الاخير في البرازيل في 1985 عندما كان يبلغ 70 عاماً، ولسوء حظه فانه اصيب في الساق ولم يتعاف بعدها، ليقرر انهاء مسيرته، اعتبرها في كتابه "انتهت قبل وقتها"، علماً انه توفي في عام 2000 عن 85 عاماً.

ماثيوز اسطورة لا تتكرر، ولم يكشف أحد سر بقائه في الملاعب هذه المدة الطويلة، سوى انه لا يشرب الخمر ولا يدخن ولا يأكل اللحوم، انه مجرد رجل نباتي صاحب أخلاق عالية، فمنذ عام 1932 حتى عام 1985 لم يحصل ماثيوز على اي بطاقة صفراء او حمرا