الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإنه من المعلوم للعقلاء أن الإسلام دين المحاسن والأخلاق الحميدة ، ومن محاسنه أنه نهى اتباعه المسلمين عن الأساليب الشريرة في الخطاب والجدال والمناقشة والدعوة بصفة عامة . . فمن ذلك أنه :
- نهى عن السخرية : "لا يسخر قوم من قوم"
- ونهى عن التنابز بالألقاب : "ولا تنابزوا بالألقاب"
- ونهى عن الغيبة : "ولا يغتب بعضكم بعضا"
وفي المقابل أمر بالدعوة على بصيرة وباسلوب جميل : "أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". فهذه النصوص الواضحة وغيرها كثير ، و تدل دلالة قاطعة على حرص الإسلام الحنيف على حسن أخلاق أتباعه فيما يتعلق بأسلوب الخطاب والحوار والجدال ، وكيف لا وهو يقول لنا في القرآن : "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". كما أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: " أمسك عليك هذا (لسانك)" فإنه سبب لدخولك في النار وكمنهاج عام يخبرنا الرسول صاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام في حديثه "ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء" فباب القول الشرير والأسلوب الخشن مقفول تماما أمام كل من يدعو الناس الى الهدى والإرشاد. أو يناقش المسائل الدينية.
يا اخواني ان الاسلام نهانا عن الشتم و السب و التنابز بالالقاب حتى مع غير المسلمين فلنقي السنتنا لاننا نحاسب .......
و اشكر الاخ ماهر على تطرقه للموضوع لان الغرب يسوق لان العلمانية بديل للاسلام لاقدر الله
إن استعمال الأسلوب غير المؤدب في الحوار الديني والمجادلات والردود بسبب أن الرأي الآخر لايعجبك ، بدعة يجب التحذير منها ولهذا وضعت هذه الرسالة ، وقد وصلنا في سردنا الى تعريف من هو المسلم ومن هو غير المسلم حتى نعرف كيف نعامل الناس ولا نجعل المسلمين كالمجرمين. وقد ذكرنا أن وصف المسلم هو من يؤمن ولا ينكر المعلوم من الدين بالضرورة " ولو قصر صاحب هذا الوصف في عمله وطاعته لله فهذا لا يخرجه عن الإسلام بل نعتبره مسلما مقصرا في دينه أو مسلما له سيئات وذنوبا(مسلما عاصيا) فمن انطبق عليه وصف الإيمان وعدم الإنكار للمعلوم فهو مسلم له كل حقوق المسلمين بداية من الإبتسامة في وجهه ولين الكلام معه وجداله بالتي هي أحسن ، وحسن الظن به ، والدعاء له بالتوبة والمغفرة والرحمة. . . إلخ. وبهذا فإن الرابط بين المسلمين هو الإيمان مع عدم انكار المعلوم بالضرورة. فلو كان للمسلم بعض الأراء الخاصة والتي لها أوجه مختلفة في الإستنباط والإجتهاد الفقهي وخالف بذلك أراء طائفة أخرى فهذا لا يخرجه عن الإسلام بل يخرجه عن تلك الطائفة فقط. فلو أن مسلما لايتبع مذهب الإمام مالك رضي الله عنه في العبادات ولكنه يتبع مذهب الشافعي أو الحنفي فهذا يخرجه من مذهب الإمام مالك ولا يخرجه عن الإسلام. ولايحق للسادة المالكية أن يتهجموا عليه بالكفر والضلالة لأنه لا يتبع مذهبهم. وهذه مسألة معروفة تنطبق على كل الطوائف المسلمة والمذاهب المسلمة. فالمقصد هو اننا يجب أن نفرق بين الخروج عن المذهب أو الطائفة والخروج عن الإسلام.
الرجاء التريث قبل طرح الردود لتعم المنفعة و لكي نحسن صورة الاسلام كوننا مسلمين