السلام عليكم
لطالما اعتبرت أُمي امرأة عظيمة
يندُر ايجاد مثيلة لها بين النساء المتقدمات منهن و المتخلفات
=============================================
القصة
لنا في بيتنا قطة كانت حامل وولدت
و ككل عام ( في مثل هذا الوقت تلد القطط)
قامت اُمي ( رغم المرض و كِبر السنّ)
الى القصعة فوضعتها و افترشت قطعة قماش
و احضرت السميد و الملح و الزيت و الزيدة
و بعد ساعة او اكثر
وجدتها كعادتها قد قامت بتحضير (الرفيس)
طبعا امي صنعت الرفيس للقطة التي ولدت
؟؟؟؟؟؟
حسبما اذكر .... منذ بدأت افهم و اعقِل
اذكر ان امي تصنع الرفيس للقطة التي تلد في بيتنا
سبحان الله
حتى القطة تُصنع لها طبق خاص بها
و تهتم أمي بها طبعا و تقدم لها الحليب
و تحضر لها فرشا من جلد الغنم
أُمي هذه يا ناس
لم تدخل جامعة العلوم الانسانية و تعلمت الرفق بالحيوان
و لا دخلت جامعة البيولوجيا و العلوم الزراعية و درست سلوك الحيوانات
امي لم ترى( الا في التلفاز) الجامعة او مخبر او حضرت محاضرة
و لكن قلبها رقّ للقطة
اقول للقطة و هنا استطرد قليلا لاجعل البعض يُدرك كيف هي عظيمة أُمي
اذا تصنع الرفيس للقطة ماذا تصنع لزوجة ابنها ( كنتها)حين تلد ؟؟؟؟
و كيف تعامل اولاد و بنات ابنائها؟؟؟؟؟
فكروّا قليلا
------------------
نعود للموضوع
امي ولدت في عهد الاستعمار الفرنسي
( تخيلوا كيف نشأت في ذلك الوقت العصيب)
لم تدخل مدرسة و لا تعرف القراءة و لا الكتابة
(باستثناء التوقيع الدي علّمتها اياه)
اُمي بمقاييس اليوم هي ..متخلفة.. جاهلة.. اُمية.. مظلومة
وتربّت و هي تتعرض لجميع انواع القهر و الكبت العاطفي و النفسي
امي هذه افضل من تلك التي درست و حصلت على البكالويا
وصلت للجامعة ثم ذبحت ابنها بموس حلاقة
و رمت راسه في جهة و الجسد في جهة
او تلك التي رمت ابنها في المرحاض فتسبب في توقف مجاري الاقامة
او تلك التي رمت ابنها في كيس اسود في مزبلة
اُمي رقّ قلبها ل قطة
و تلك قتلت ابنها فلذة كبدها
فرق عظيم
فرق عظيم بين الجاهلة و المتعلمة
بين التي لم تخرج من بيتها الا مع رجُل
و بين التي تسافر الف كيلو لطلب العِلم (؟؟؟)
فرق كبير كبير بين امي و غيرها من النساء
فرق كبير بين امي التي اكبر ابنائها عمره 44 سنة لا تتعشى من دون ان يتعشى
و بين التي ترمي ابنها عند الحاضنة او المُربية و تجري للعمل
فرق كبير
بين التي لم تدرس المتخلفة التي لم اراها يوما تخرج من دون حجاب و قبلها كانت تضع الحايك
و بين استاذة كانت تدرّسني الفرنسية جائتنا بتنورة فوق الركبتين و طردناها من القسم (فعلا طردناها)
ان تأتي احدى بنات اليوم لتقول انها مثقفة و متعلمة
و هي تملك من صفات الانوثة الا ما تملكه اناث الثدييات
اكاد اجزم و ربما اُقسم
انها لن تفعل ما فعلتهُ اُمي مع القطة
اعتذر لمن ساءه كلامي
و لكنها الحقيقة
امي امرأة عظيمة
صنعت رجالا و نساءا....... رجالا بحق و نساءا بحق
يستحيل تصل اي امرأة مهما فعلت ان تصل لنصف ما انجزته اُمي
( الجاهلة و المتخلفة بمقاييس البعض)