في كثير من الأحيان نحارب الباطل .. نستبطئ زوالَه .. ولكن في نفس الوقت نغذيه ونمده بالحياة .. ونقويه علينا .. بذنوبنا ومعاصينا!
كم من طاغية جاثم على صدر ومقدرات الأمة وددنا أن يزول .. وبنفس الوقت نمده بحبل من القوة من عند أنفسنا بسبب معاصينا وذنوبنا، وانحرافنا عن الحق .. يبتلينا الله به بسبب ـ بل بأسباب ـ من عند أنفسنا ..!
كم من معركة هُزم فيها المسلمون .. وانتصر فيها أعداؤهم .. بسبب بعض الذنوب والمعاصي التي كان قد ارتكبها بعض المسلمين أو الجند .. وكانوا لا يلقون لها بالاً!!
أعجب لأناس ـ هم من أبناء جلدتنا، ويتحدثون بلغتنا ـ يرفعون شعار إزالة دولة يهود .. وتحرير فلسطين كامل فلسطين .. وهم يرتكبون الموبقات والكبائر .. وكثير منهم لا يتورع أن يُظهر الكفر البواح ..!
هؤلاء ـ علموا بذلك أم لم يعلموا ـ يطيلون عمر اليهود في فلسطين .. ويُطيلون أمد دولتهم .. وأمد معاناة أهل فلسطين .. وهم شركاء اليهود في قتل أطفال ونساء فلسطين!
هم سبب رئيسي في تأخير النصر .. وحصول الجلاء .. سواء علموا بذلك أم لم يعلموا!
نصر الله ـ يا قوم! ـ لا يتنزل .. إلا إذا نصرنا الله .. ونصرنا لله يكون بامتثال أوامره .. وبالانتهاء عن نواهيه وزواجره .. أن نأخذ الإسلام كله ـ وليس بعضه ـ بقوة وصدق وجد:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد:7.
نصر الله يتنزل عندما نصلي الفجر في القدس .. كما نصلي ظهر الجمعة في القدس!
أهل الباطل أوهن من بيت العنكبوت لو كنتم تعلمون .. ومع ذلك فهم أقوياء .. لا لأنهم أقوياء بحق .. بل لأننا نحن الضعفاء .. فقوتهم تأتي من جهة ضعفنا .. وضعفنا يأتي من جهة ذنوبنا ومعاصينا، وتفرقنا في ملل، وأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان .. يأتي من جهة شرودنا عن الطاعة، وإقامة الصلاة ..!
احذر يا أخا الإسلام أن تمد الباطل .. أن تمد الطواغيت الظالمين بمدد من القوة والحياة .. أن تمدهم بذلك بذنوبك .. فتكون عوناً لهم على إخوانك وأنت لا تدري!!
واعلم أن ذنبك في الحجاز والشام .. يؤثر على تأخير نصر إخوانك في فلسطين والشيشان!