السلام عليكم
حاول الكثير ممن من الله عليهم "بالعيش الكريم"، الدفاع على "أباطرة" الحكام العرب الذين استعبدهم حب المال، وزينت لهم الدنيا بشهواتها، وصاروا "عبدة" لكرسي الحكم والرئاسة. هذا الكرسي الذي تحول عند هؤلاء الحكام إلى منصة لإطلاق صواريخ الذل والإهانة والتعذيب على الشعوب، وإلى منبر لنهب الخيرات والثروات التي هي ملك لتلك الشعوب المقهورة.
ولقد استند من دافع عن "الأصنام" إلى فتاوى تمنع الخروج عن طاعة الحاكم، لكن ماذا يا ترى لو أباد هؤلاء من على الأرض جميعا؟
قد يكون رحيل "حسني مبارك" و "زين العابدين بن علي" فيه من الليونة والرحمة ما فيه، مقارنة بما يحدث في ليبيا الشقيقة لإخواننا المسلمين، من إبادة ودمار، على يد "القذافي" ومرتزقته الذين أهلكوا الحرث والنسل، هذا ما قدم ضربة "قاضية" ودليلا قاطعا لمن "استمات" في الدفاع عن الطواغيت. فهل يعقل لليبيين أن يبقوا تحت سلطان وطاعة هذا السفاح المجنون؟ لا وألف لا.
لقد استباح "القذافي" كل الحرمات، وانتهك كل الأعراف والشرائع، ووضع تحت رجله كل ما جاء به الإسلام. لهذا لم يبق لهذا الطاغية طاعة، بل وأباح كبار علماء الدين المسلمين دمه.
ربما يكون ما قام به بعض الإخوة من خطوات وجهود للدفاع عن الحكام العرب، واستدلالهم بحرمة الخروج عن طاعة الحكام والرؤساء والملوك، جاء من باب عدم معرفة ما تعيشه الأغلبية المقهورة من الشعوب العربية، وعدم اطلاعهم على حياة البؤس والحرمان والذل التي تعيشها. لكن الآن والرؤية قد اتضحت ,على الإخوة - من باب النصيحة - العدول عن ما قاموا - ويقومون به - من إعطاء شرعية لمن لا هم لهم سوى - تكديس- المليارات، وخنق كل صوت ينادي أو "يهمس" بالحق، ويطالب بحفظ كرامته وحقوقه.