اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنية سائحي
أمّي لا تختلف عن باقي الأمهات فهي ترى أنّ بناتها الأجمل، و الأفضل على الإطلاق.
و لا تقبل أن يشكك أحد ما في رأيها، فهي مستبدة برأيها في ما يخصنا..
لطالما اعتبرتني أجمل بناتها ،و أكثرهنّ تميزا و لا أعلم لما ؟ فهي لا ترى بي عيوب !
هكذا هنّ الأمهات يرينا العيوب حسنات!!
ذات يوم ليس ببعيد: قالت لي أمي في محاولة لطرح موضوعها المفضل معي..
يا ابنتي سيكون زوجك محظوظا فأنت متكاملة، كنت أبتسم في سرّي و أقول حبيبتي امي هل يوجد من هو كامل في هذه الحياة؟
ولكني أظطر لمجارتها لأسعدها غير مقتنعة بقولها، ففي رأي لا أحد يخلو من العيوب و الاخطاء فنحن بشر..
ككل الأمهات: كان همّ أمي تزويجنا الواحدة تلو الاخرى: و في رأيها قد حان دوري .
أنا العنيدة تريد أمي تزويجي! و لأنها تعلم ذلك تستعمل معي كل الأساليب ،و تشنّ هجماتها المتكررة
و بكثافة حتى تضعف دفاعاتي، ولكن رأسي كجلمود صخر لا يلين، و لا يتراجع. في رأي لازال الوقت مبكر..
كل حديث أمي يتمحور حول تمجيد هذا، و شكر ذاك. و مهما حاولت تغيير الموضوع تجدها تصرّ على ذلك..
و لأنها أمّي لا أجادلها، و إنّما أرفض عرسانها بلطف، و أقول لها مازحة: أتريدين التخلص مني سريعا يا امّي؟
لا أريد الذهاب إلى أي مكان بعيدا عنك، أريد البقاء إلى جوارك..
تنظر غير مصدقة بعيناها المشعتان بالحنان و الحزم في آن، و تقول يا ابنتي في سنك كنت ام لطفلان و لم أنسى أمّي، و لم أتركها و في كل حين كنت أزورها و أهتم بها..
أجيبها بصبر، حبيبتي أمي إن تزوجت سأذهب بعيدا، و ستفصلنا الصحارى و البحار فاتركيني أنعم
بحنانك، دعيني أرتوي من حبك أكثر فلست مستعدة لأتزوج فأنا مازلت طفلة، ألا ترين يا أمي؟
بربك دعي الطفلة التي بداخلي تكبر، و تنضج أحبك يا أمي و فطامي لازال موعده بعيد..
و لكن هل تستسلم امي؟ أبدا بل تزداد شراسة في الطلب و أزداد أنا عنادا..
أعلم أنني في يوم ما سأرضخ لطلبها لكن ليس في وقت قريب...
|
الزواج هو سنة الحياة الدنيا به تستمر الحياة ، وبه يترك الإنسان الأثر و الذكر من بعده بل ويترك الصدقة الجارية التي تجمع له الحسنات وتصبها في رصيده في حياته وبعد مماته وهي (... ولد صالح يدعو له.. )... فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه فتزوجيه ، فإنه خير معين لك على بر الوالدين وطاعة الخالق وإعمار الأرض بالصالح من البنين والبنات .... جعلك الله خير بنت وخير زوجة وأم ....