بسم الله الرحمن الرحيم
ازهدي في الدنيا ولا تحرصي على كل ما لا ينفعك في الآخرة ولا تكن الدنيا مبلغ علمك وأكبر همك بل خذي منها ما يكفيك ويكون عوناً لك على إصلاح دينك ودنياك واستغنائك عن الخلق ولا تسرفي في الكماليات ومظاهر الزينة إلا ما يقتضيه العرف ويدخل السرور على زوجك قال تعالى : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} (1) .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل) ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. ويروى (ازهد في الدنيا يحبك الله , وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك). رواه ابن ماجه.فلا يليق بك أختي المسلمة الركون إلى الدنيا والاستكثار منها وأنت مفارقتها عما قريب. ومما يلاحظ أن ترى بعض النساء تلهث وراء الدنيا ليل نهار وتستولي على فكرها وقلبها ومشاعرها وأحاديثها في الوقت الذي أعرضت عن الدين إعراضا شديدا بل ربما تركته بالكلية فلا تسمع في مقالها خيرا ولا ترى في فعالها طاعة والله المستعان. فلا تغتري بالدنيا وتبصري حقيقتها ومآلها وزوالها وبقاء الآخرة قال تعالى: }وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{.
المصدر
من كتاب خلق المراة
للشيخ خالد بن سعود البليهد