أفلام كرتون : الجزائر
بلد العجائب و الغرائب
ماذا استفادت الجامعة الجزائرية من رفع أجور و منح و علاوات الأساتذة....!!!!
المستوى المتدني مازال يواصل انحداره في جامعة بن عميس و شريكي عيش مستيكي....بينما أجور الاساتذة تواصل ارتفاعها طرديا في بورصة كول و وكل....!!!!
ماالذي قدمه اشباه الأساتذة هؤلاء للجامعة الجزائرية.....لا بحث علمي و لا تأطير في المستوى و مازالت جامعاتنا الموقرة في ذيل الترتيب العالمي .....كان الأحرى استيراد أساتذة أجانب على الأقل هؤلاء يعملون بجدية و ذوو خبرة كبيرة في التدريس وفق أحدث المناهج العالمية....و حتى و لو تقاضوا مرتباتهم بالعملة الصعبة فأننا بلا شك سنشهد نتائج كبيرة على المستوى البيداغوجي للطلبة..
ماذا تنتظر من دكتور لم يؤلف في حياته كتابا و لم يقم ببحث واحد طوال مشواره المهني ....و كل همه الشكوى من ظلم الدوله له والتذمر من عدم توفر سيارة فخمة تليق بمستواه العلمي و فيلا تشبع نهمه للرفاهية على حساب الطلبة المساكين الغلابة الذين لا حول و لا قوة لهم لا لشيء الا لأنه يحمل ورقة لا تسمن و لا تغني من جوع اسهما شهادة الدكتوراه في بلد الأوراق و لا بابراس...
منذ 1962 و نحن نخرج في جحافل الطلبة في مختلف الميادين و التخصصات الا أننا اليوم في 2010 لا نزال ضمن ما يسمى ببلدان العالم الثالث و لا نزال متخلفين على جميع الأصعدة...فرجاءا يا اساتذة اللطف بالطلبة و اتقاء الله فيهم و التضحية و لو بالقليل في سبيل تخريج طالب متمرس و قادر على المضي قدما في حياته المهنية دون عقدة من الفشل...
تحياتي
الجيلالي : الجزائر
لن يشرق نور العلم في بلدنا ياسيدة. ولن نكون كالآخرين مادام من يشرفون على الهيآت السيادية ومنها العلمية البحثية ليسوا علماء بل متسلقون ومتملقون وصلوا عبر أطروحات صنعت في مخابر الخيال. لن نكتسب الكفاءة بكلام يشبه كلام "الشوَّفات" ورسالات تشبه "حروز الطُلبة". العلم يكتسب في المخابر بالذكاء والعمل الجاد، حيث لا ينفع التزلف ولا ذَرّ غبار "الهف" في محابر الكذب لكتابة أطروحات رديئة لا تحتوي إلا على الوحل. جامعاتنا تخرج أنصاف أميين، يخجلون من مستواهم المعرفي عندما يصلون إلى الجامعات الغربية، ليس لقصور في قدراتهم الاستيعابية بل لأنهم لا يتلقوا إلا مصطلحات عامة لا ترقى لمستوى التعليم المفروض تلقيه في جامعاتنا. تكوينهم ناقص ومستواهم دون الوسط إذ لم أقل ضعيف، لا يرافع على أحقية الشهادة المحصل عليها. فكل من مر بمعاهدنا وكلياتنا يعرف هذه الحقيقة ويدرك أن مستوى الكثير من الأساتذة دون المتوسط تنقصهم الكفاءة والتأهيل. والسبب واضح: في غياب سياسة توضيف شفافة وجادة تقوم على إجراء مسابقات وطنية عادلة لإختيار الأستاذ وفقا لمؤهلاته وسيرته الذاتية، يبقى التوضيف في الجامعة محل إندوغامية ومحابات وتسلق بالغش، أي تمكين للأسوء والرديئ على حساب المؤهل والكفء. فما عسانا ننتظر من جامعاتنا عد توزيع شهادات، أصبحت محل سخرية.
كما كنا نتوقع وخلافا لما جرى في كرة الزخم المخدر، التي اُستقدم لها فريق كامل من أبناء الجزائر في الخارج وجندت لها كل الوسائل لإعادة الهوشة الجماهيرية للشارع الجزائري، رغم كل الإنتقادات والرفض من أبناء الكرة الجزائرية في الداخل، طلع علينا أشخاص سموا أنفسهم "باحثون"، ينوحون برفض استقدام أبناء الجزائر ممن أجبرهم التعسف والحقرة والتهميش على البحث عن ناصيتهم في الخارج أين لا ينفع خال أو عم عدا القدرة والأهلية، حيث نالوا الإحترام واكتسبوا عقلية بحث جديدة لا يمكن الحصول عليها في أي مخبر من مخابر جامعاتنا المرتبة في ذيول كل الترتيبات. طبعا، لم نتفاجأ بقرار مديرية البحث العلمي هذه، التي يتزعمها أشخاص لم يعرف عنهم نشاط بحث، ولا حتى متوسط، غير التسابق على منح الإستجمام في أوروبا. لقد تنبأنا منذ اللحظة الأولى، عندما أشار رئيس الجمهورية إلى إمكانية استقدام أبناء الجزائر الباحثين في الخارج، بأنه على عكس لاعبي كرة القدم المحترفين الذين تم استقدامهم واستقبالهم كالفاتحين بدفع مئات الملايين من الدولارات دون أي إعتراض، قلت، تنبأنا بأنه سوف يظهر من سيحاول وضع كل العقبات أمام عودة هذه الشريحة، التي تحتاج إليها الجزائر أكثر من لاعبي كرة القدم. والسبب بسيط: من يصادقون على هذا الأمر لا يناسبهم حضور من هم أحسن منهم كفاءة وتجربة، لأن ذلك يعني تهديد لمصالحهم وحتى مناصبهم المسيجة ويرهن هيبتهم المصطنعة في مخابر المحابات وحتى الغش. لا يريدون أن يأتي من يسقط القناع عن الرداءة في جامعاتنا ويرفضون أن تبدأ مرحلة الجد حيث لا يستطعون مجارات الصحاح، وينتهي بذلك عصر "راقدة وتمونجي" بالنسبة لهم. لقد ضحكت وأنا أتابع حوار مع ممثلي مديرية البحث العلمي، عندما سمعت المسؤل يقول أن الجزائر تحتل الريادة في البحث العلمي عربيا، وأن نسبة نمو البحث العلمي في الجزائر تفوق بكثير نسبة البحث في فرنسا، واستند في قوله هذا إلى دراسة أجراها بنك، أي مؤسسة مالية ترتب البحث العلمي وفقا للأموال الطائلة التي تهدر (كما تهدر في باقي القطاعات، على شراء معدات وأجهزة للمخابر تكون في غالب الأحيان قد أكل الدهر عليها وشرب)، وليس وفقا للإنتاج البحثي وصلته بسوق الإنتاج والعمل. لقد قال نفس الشخص إن "كفاءة الباحثين في الجزائر توازي كفاءة نظرائهم في الخارج ولهذا لسنا في حاجة إلى إستقدام هؤلاء لأنهم يطالبون بشروط ..." دون أن يذكر هذه الشروط. لم يكتفي هذا المسؤل فقط برفض استقدام الباحثين، خلافا لما تقوم به الدول الجادة لاستقطاب الباحثين والعلماء دون إعطاء أية أهمية لأصلهم وفصلهم، بل يرفض أن يعود حتى خيرة أبناء الجزائر ناسيا أن الدستور يكفل حق العمل لجميع الجزائريين، على الأقل قانونيا، ومن واجب هيآت الدولة المعنية استقبالهم والاستفادة من كفاءتهم لتكوين فرق بحث وطنية متكاملة تجمع كل أبناء الوطن، لرفع مستوى التعليم والبحث العلمي. كدت أن أتقيأ وأنا أسمع كلمات التهميش هذه وتساءلت، لماذا يمارسون اللامهنية ويكتفون بالإقصاء ولف المناصب كما تلفُّ نبتة الكسكوتا (Cuscuta) الطفيلية الأشجار حتى خنقها وتحويلها إلى جوفاء لا حياة فيها. رفض الباحثين خارج الوطن لا يبرره أي شرط أوطلب مهما كانت ماديته إلا إذا كانت المادة وليس البحث هي مربط الجواد. لقد أصبحت وفرة الميزانية التي ترصدها الدولة لهذا الجانب تسيل لعاب المسترزقين.
إنكسر الأمل : الجزائر
الكثير ممن تم توجيهم إلى المدارس التحضيرية لا يفقه أغلبهم طبيعة ونمط التكوين الذي يكتنفه الغموض، مما خلف وضعا يتسم باللااستقرار ونوعا من الارتباك لدى الطلبة والأساتذة، حتى الهياكل القاعدية شكلت عائقا أمامهم، ''لا ندري كيف ننتقل إلى الأقسام العليا، تم توجيهنا إلى المدارس دون أدنى توضيح، كنا نتوقع أن تقدم لنا دفعا جديدا للتعلم، لكننا وجدنا أنفسنا مشتتين، نتقاسم الأقسام مع تلاميذ الثانويات لأننا طردنا من المدرسة الوطنية العليا للعلوم والتقنيات بالحراش''•
هي شهادة طالب في السنة الأولى بالقسم التحضيري للعلوم والتقنيات، الذي بدت علامات الاستفهام على وجهه عندما طرحنا عليه سؤالا يتعلق بنمط التكوين، فجهل الطالب دفعه ليقول ''ما فهمنا والو كل يوم خميس لدينا امتحان، لا أحد يشرح لنا الوضع بالمدرسة أو المعدل المطلوب للانتقال، لم يحدد بعد، دخلنا في إضراب عن الدراسة لمدة 03 أشهر ثم انتقلنا إلى ثانوية الأمير، لا مخابر، لا مدرجات، ولم نستفد من الكهرباء إلا مؤخرا''، فبمجرد أن تقترب من الطلبة تجد أن أغلبهم لا يحمل أي فكرة عن المدرسة وإنما التحاقهم بها تمليه عملية التوجيه المدرسي•
وإذا كان إنشاء هذه المدارس يندرج في إطار إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي الذي باشرته الوزارة منذ سنة 2003 عن طريق تطبيق نظام الـ ''أل• أم• دي''، بحكم أن إنشاءها يعد خطوة تكميلية لهذه الإصلاحات، بعد أن فرضت هذه العملية فتح عدد من المدارس الوطنية العليا على غرار المدرسة الوطنية العليا للتجارة، المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي، والتخطيط والإحصاء التطبيقي، المدرسة الوطنية العليا للعلوم والتقنيات، غير أن العديد من الطلبة الذين تم توجيهم إلى الأقسام التحضيرية يعتبرون أنفسهم محل تجربة مستمدة من دول أجنبية أو كما يروق للبعض التعبير عنها بـ ''فئران تجارب''، باعتباره المصطلح الذي أصبح متداولا بين المنتسبين إليها على غرار طلبة المدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات باب الوادي والمدرسة التحضيرية للعلوم التجارية والعلوم الاقتصادية بدرارية، ليشكل ذلك دافعا للعديد منهم بالتحويل والالتحاق بجامعات أخرى•
طردنا إلى الشارع لنجد أنفسنا نتقاسم المؤسسة مع تلاميذ الثانويات
تفيد تصريحات الطلبة أن الإضراب عن الدراسة الذي تزامن مع الدخول الجامعي الجاري دام قرابة الثلاثة أشهر، وقد كان من تنظيم طلبة وأساتذة المدرسة الوطنية العليا تعبيرا عن رفضهم لقرار إنشاء مدارس تحضيرية ووجود طلبة ينتمون إليها• المدرسة العليا التي يعاني طلبتها عددا من المشاكل البيداغوجية التي لم تجد لها طريقا للحل، فقد أوصدت أبوابها ليجد طلبة السنوات الأولى أنفسهم في الشارع مقحمين في إضراب لا علاقة لهم به سوى أنهم مسجلون في أقسام لا تزال محل تجريب لم تتضح بعد معالم وجودها، ليحتجوا بدورهم على الوضع الذي يصفه أغلبهم بالمتدهور•
اتخذنا كرهينة لمعالجة مشاكلهم ووقف الإضراب كان مقابل رحيلنا
أكدت مساعدة المدير بالمدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات بثانوية الأمير عبد القادر بالعاصمة، بوقربوعة زياري ياسمين، لـ ''الجزائر نيوز''، أن إضراب طلبة المدرسة الوطنية العليا للعلوم والتقنيات عن الدراسة، دام ثلاثة أسابيع عكس ما صرح به الطلبة، حيث تم إثر ذلك غلق أبواب المدرسة أمام طلبة الأقسام التحضيرية نظرا لرفضهم فكرة إنشاء مدارس تحضيرية، وقالت إن ''رفض الطلبة والأساتذة لوجودنا في المدرسة شكل وسيلة ضغط على الإدارة لحل مشاكلهم البيداغوجية المتراكمة، لنتحول بذلك إلى رهينة''، وهو ما دفع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى عقد لقاءات تشاورية انتهت بتوجيههم إلى ثانوية الأمير عبد القادر التي التحقوا بها بتاريخ 03 جانفي، وهو ما جعلهم يواجهون العديد من المشاكل فرضتها صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد من حيث تقبل الطلبة وجودهم مع تلاميذ الثانويات•
TP في باب الزوار، الدروس في باب الوادي والإقامة في زرالدة
ثلاثية تشكل المسار اليومي الذي يقطعه الملتحقون بالقسم التحضيري للعلوم والتقنيات، فالمخابر العلمية عبارة عن هياكل من دون روح كونها محل تجهيز، حتى الكهرباء لم يتم توفيرها، إلا بعد مرور وقت من التحاقهم بالثانوية، حيث يضطر الطلبة إلى الالتحاق بالمخابر العلمية المتواجدة بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، ويتلقوا دروسهم في ثانوية الأمير عبد القادر بباب الوادي، ليخلص بهم المقام إلى إقامة الفنانين باعتبارها الحي الجامعي الذي خصصته الوزارة لإيوائهم• بُعد المسافة في ظل غياب الهياكل القاعدية يعزز معاناة الطلبة الذين يطرح معظمهم مشكل إيجاد وقت لفهم الدروس بالرغم من أن المدرسة استقطبت أحسن الطلبة المتحصلين على معدلات تتجاوز 32,,12 ليبقى السؤال مطروحا عن ما إذا كان تكوين نخبة تمثل الجزائر في المحافل والملتقيات العلمية في الدول الأجنبية يتم في ظل هذه الظروف•
مدارس تتحوّل إلى ورشات ترميم والدراسة على أنغام موسيقى المستخدمين
ثانوية الأمير عبد القادر، المعروفة سابقا بثانوية بيجو نسبة إلى الجنرال الفرنسي (بيجو)، الواقعة بباب الوادي، والتي تعد أحد مخلفات المستعمر الفرنسي بالجزائر، وإن كانت تحمل اسم الثانوية التي توحي بأنها تابعة للأطوار النهائية في قطاع التربية الوطنية، إلا أنها تحوي في جوفها نمطين مختلفين من التعليم، حيث قسمت إلى شطرين، الشطر الأول مخصص لتلاميذ الطور الثانوي، والجزء الآخر لطلبة الأقسام التحضيرية في تخصص العلوم والتقنيات الفارين من المدرسة العليا بالحراش بعد موجة الإضراب التي شنها أساتذة وطلبة المعهد• ثانوية الأمير عبد القادر التي لا تزال جدرانها العتيقة شاهدا على وفاة النقابي عصمان عثمان، تشهد اليوم عملية ترميمات واسعة لتوفير هياكل تضم طلبة المدرسة العليا، تزامنا مع فترة الدراسة، جعل الفوضى تعم المكان، حيث تجد مخلفات الأشغال منتشرة في كل الأماكن، وحتى أنغام الموسيقى كانت حاضرة خلال زيارتنا الميدانية للمدرسة، مصدرها الهاتف النقال لأحد العمال الذي أوكلت له مهمة إزالة بقايا الطلاء من الجدار المقابل للقاعات التي كان يدرس بها الطلبة• ولا يكاد يختلف الوضع كثيرا بالمدرسة التحضيرية للعلوم الاقتصادية التي يصعب عليك تحديد مقرها بسبب غياب أي لافتة تثبت أنها مدرسة تحضيرية لأنها لا تحمل أي اسم يثبت ذلك، فلا يكاد يعرفها إلا المنتسبين إليها، ومن تعوّد على قطع ذلك الحجم من المسافة للالتحاق بها•
حلمنا بنوع من الحرية فوجدنا أنفسنا في ثكنة عسكرية
لأن الأوامر ثقيلة كالحديد، فإن العديد من الطلبة ممن كان يطمح في الحصول على نوع من الحرية في التصرف واتخاذ القرار والتحرك بحرية، حيث تفيد تصريحات طلبة المدرسة للعلوم والتقنيات، أن وجودهم في ثانوية الأمير يستدعي منهم التصرف وفقا لنظام محدد يفرضة القانون الداخلي للمدرسة، حيث تكثر قائمة الممنوعات• وعلى النقيض من ذلك، يؤكد طلبة المدرسة التحضيرية للعلوم الاقتصادية أن أغلبهم يجهل النظام الداخلي للمدرسة ولا تتم مراقبة الغيابات، علاوة على حديث البعض منهم عن وجود نقص في التأطير، مبررين ذلك بغياب الأساتذة المتكرر•
عزوف جماعي عن مواصلة الدراسة بها
شكلت حالة الارتباك والغموض التي تسود هذه المدارس التحضيرية، علاوة على جهل العديد من الملتحقين بها لنمط وطبيعة التكوين، إلى سحب العديد منهم لملفات التسجيل لتشكل باقي جامعات الجزائر الأخرى الوجهة الأساسية لهم ، حيث انخفض عدد الطلبة بالمدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات إلى 196 طالب من مجموع إجمالي بلغ 200 طالب• وتشير الأرقام الأولية إلى أن طلبات التحويلات تقدر نسبتها بـ 40 بالمائة من العدد الإجمالي للمسجلين بالمدارس التحضيرية، حيث لا يفوق عدد الطلبة المسجلين في تخصص العلوم والتقنيات بتلمسان 150 طالب و130 بعنابة، حسب مساعد المدير بالمدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات•
30 % من الطلبة مهددين بإعادة التوجيه وطلبة يقدمون أوراق امتحان بيضاء
وإذا كان الهدف الأساسي للمدارس هو تكوين نخبة علمية، فإن معالم النظام الداخلي الذي تستند عليه المدرسة التحضيرية وطريقة التكوين لم تتضح بعد ولا تزال محل غموض سواء بالنسبة للطلبة أو القائمين عليها، والدليل على ذلك عدم التوصل إلى تحديد معدل عام يتم من خلاله تصفية الطلبة المؤهلين للانتقال• وانطلاقا من مبدأ دعم المنافسة، فإن النتائج الأولية للسداسي الأول من الموسم الجامعي الجاري تشير إلى أن 30% من طلبة المدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات لم يتمكنوا من إحراز مستوى عال، مما يعني أنهم في عداد الراسبين، وسيتم إعادة توجيههم إلى جامعات أخرى، لأن الإعادة غير مقبولة في المدرسة التحضيرية• ومن بين ما تم تسجيله تقديم بعض الطلبة لأوراق امتحان بيضاء نظرا لعجزهم عن استيعاب ما يقدم لهم من دروس، بينما فسر القائمون على متابعة الامتحانات ذلك بالمبدأ الذي ترتكز عليه المدارس، والذي مفاده أن تكوين النخبة لا يتم بطريقة تلقائية، وتغيير المفهوم السائد لدى أغلبية الطلبة المرتكز على أن الهدف الأساسي هو الدراسة من أجل ''العام''، رافعين بذلك شعار ''العمل ثم العمل ثم العمل''، وأن الطالب الذي لا يتحكم في المبادئ الأساسية، فإن الانسحاب أولى له من المواصلة• أما من بلغ المستوى العلمي المطلوب، فإنه يستفيد من مواصلة التكوين الذي يدوم سنتين، ليتم بعدها، وعن طريق المسابقة الوطنية، من الالتحاق بالمدارس الوطنية العليا، بينما يتم توجيه من سقط في المسابقة إلى باقي مؤسسات التعليم العالي•
طلبة المدارس يتحوّلون إلى مؤطرين لتلاميذ الثانويات في الرياضيات والفيزياء
ولأن المدخل الرئيسي واحد ومكان الدراسة واحد، فقد وجد طلبة المدارس التحضيرية ضالتهم، حيث يستغل الطلبة أوقات فراغهم في ظل عدم استكمال أشغال تجهيز المكتبة وفضاء للمطالعة، فإن السبيل الوحيد هو التقرب من تلاميذ الثانويات حتى وإن كان عن طريق تقديم توضيحات في المسائل الرياضية، وهي النقطة التي اعتبرتها نائبة مساعدة مدير المدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات من مظاهر زوال الخلافات والمشاكل التي واجهها الطلبة أثناء التحاقهم بالثانوية في ظل معارضة العديد من أساتذة الثانوية لهذا الوضع•
''الكناس'' يؤكد ضبابية تسيير المدارس ويحذر من عواقبه الوخيمة
ويكشف التقرير، الذي أعده المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، تحوز ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، أن غموض تسيير المدارس التحضيرية خلق حالة من الفوضى واللااستقرار لدى الطلبة والأساتذة، على حد سواء، حيث لم تتضح بعد الأسس والمعايير المرتبطة بالأمور البيداغوجية التي يفترض أن تتوفر عليها المدارس التحضيرية غرضها الأساسي تكوين النخبة، ويفيد أن الواقع الميداني يثبت عكس ذلك ويثار حوله العديد من التساؤلات الناتجة عن الغياب التام للمعلومات المتعلقة بالمعايير المعتمدة لتوجيه المعلمين نحو الصفوف التحضيرية (منحة، رتبة••• الخ)، إقصاء الأستاذ من حق الانضمام أو عدم الانضمام إلى الصفوف التحضيرية، وجود عجز في استيعاب المنهاج الأساسي للمدارس المعنية• وبناء على ذلك، فإن الشق البيداغوجي والتأطيري يكتنفه الغموض في ظل المعطيات الحالية، محذرا بذلك من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجر عن ذلك•
سارة بوناب
هل هناك مهازل أكثر من مهازل وزارة التعليم العالي جدا في الجزائر.