....بهذه السياسة الديغولية تمكن الجيش الفرنسي، في مرحلة 1958– 1961، من تفريغ الثورة من أكفأ وأنظف وأنقى وأشجع قادتها الذين كان لهم تصور كامل عن مشروع المجتمع الجزائري لمرحلة ما بعد استعادة السيادة الوطنية، كما تمكن من بناء شبكة من العملاء الذين تسلل بعضهم إلى صفوف الثورة خلال سنواتها الأخيرة بينما رقي آخرون، في إطار ما عرف بمجموعة لاكوست أو بالقوة الثالثة، في الإدارة ليحلوا محل الفرنسيين غداة 5 جويلية 1962. بهذه الكيفية أنشأت فرنسا طابورها ( الخامس ) بالجزائر ))، فكان ما يسمى بجيل " لاكوست " المكون من بضعة آلاف من الأذناب، الذين ربطوا أنفسهم بعجلة الاستعمار، تولوا أمور تسيير البلاد، بعد "هروب " النخبة الأوروبية الاستيطانية، غداة الإعلان عن الاستقلال. وقد تركز وجودهم في البداية على المواقع الدنيا والثانوية, البعيدة عن الأضواء. ولم يفكر أحد يومذاك في محاسبتهم، أو على الأقل ينتبه لأبعاد هذه اللعبة ...