الكل يتوحد فأين المسلمون أين نحن؟؟؟
إ الأمم والشعوب في مختلف القارات تتوجه نحو التقارب والتضامن والاتحاد, انطلاقاً من الضروريات الحياتية لهذه الأمم, لكن حال الشعوب الإسلامية في ضوء هذه الظاهرة العالمية, يدعو للأسى والاستغراب!
فالمسلمون أمة واحدة, وهذه الوحدة هي إرادة إلهية وصناعة ربانية, وليست مجرد نزوع بشرى دنيوي, ومع هذه الفريضة الإلهية وشهادة التاريخ عليها, فإن واقع الأمة يؤكد أن تمزقها, وغيبة التضامن والاتحاد عن شعوبها, هو الذي مكن الأعداء وشذاذ الآفاق من نهب ثرواتها واحتلال أراضيها؟
وبالتالي فإن على أولى العزم والهمة من العلماء والمفكرين أن يجاهدوا في سبيل توحيد أمة الإسلام, في ضوء هذه الجوامع الخمسة: وحدة العقيدة، وحدة الشريعة، وحدة الحضارة، وحدة الأمة، وحدة دار الإسلام.
وعليهم كذلك معالجة هذه "النزعة التدميرية" -نزعة التكفير لأهل القبلة- لمواجهة هذه الفتنة.
بين التقريب والتوحيد والاحتضان:
التقريب بين المذاهب الفقهية غير التوحيد لها, وغير احتضانها, فالتقريب هو الانطلاق من تمايز المذاهب والحفاظ عليه, مع العدول عن نفى أحد المذاهب للمذاهب الأخرى, فهو إذن تعايش بين المذاهب.
أما التوحيد فهو دمجها جميعاً في مذهب واحد, والاحتضان هو بين التقريب والتوحيد, للاستفادة منها جميعاً, باعتبارها اجتهادات في إطار علم واحد -علم الفقه- وحضارة واحدة ودين واحد, والاحتضان هو ثمرة من ثمرات التقريب.
إن التقريب بين المذاهب هو الميدان الحقيقي للجهاد الفكري المطلوب, الذي ينزع الألغام الفكرية التكفيرية, التي تقسم وحدة الأمة بالتكفير لفريق أو لمذهب, ويقترح تحديد نطاق هذه الألغام الفكرية التكفيرية, ثم اعتماد منهج التدرج في إزالتها من الكتب التراثية, وخاصة ما يدرس منها في الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية, ثم الاتفاق على منع تدريس هذه الاجتهادات الفكرية التكفيرية بعد ذلك.
مقتطف من كتاب محمد عمار
إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـه ... ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ... ليس الرئيس بقومه ورجالـه
وكذا الغني هو الغني بحالـه ... ليس الغنـي بملكـه وبمالـه