بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة المستعملة: الدارجة
المستوى الدراسي: Bac + 5
السلام عليكم, لاحظنا في الأيام الأخيرة أن البعض يريد أن يقوم بمظاهرات، والبعض الآخر يرد عليه بالرفض ويتهمه بأنه يريد إرجاع الجزائر إلى سنوات التسعينات.
ومن بين الردود التي شاهدتها وتعجبت منها، أن البعض رد عليهم بقوله:
"بوتفليقة جاب الأمان، والسلم":
صراحة، هذا طرح خاطئ وصحيح في نفس الوقت.
خاطئ لأن سياسة الوئام المدني لم يأت بها بوتفليقة وإنما هي من أتت به، بمعنى: أين كان بوتفليقة كي كانو الناس يموتو ؟؟ لماذا لم يطرح الفكرة "كمواطن" قبل أن يصبح "رئيس" ... فهو كان وزيرا للخارجية في عهد بومدين الله يرحمو ويوسع عليه ... وعندو وزن ... وكذلك فسياسة الوئام المدني والعفو والمصالحة الوطنية بدأها "اليمين زروال" قبل بوتفليقة ...
صحيح لأن الجزائر كانت بحاجة إلى رجل يحترمه الجميع -ربما- ليستمع له الجميع
ومن جهة أخرى، من قال بأنه يجب إخراج الرئيس كما حدث في تونس، لا وألف لا، الهدف هو تغيير السياسة، فبوتفليقة لا يعرف ما يفعله المير الفلاني أو المدير العلاني ... وإنما المحيطين بالمير والمدير وهو نفسه هم الفاسدين ويجب إعطائهم درسا.
"لو كان تخرجو في مضاهرات، رايحين تلقاو شباب وشابات يمنعوكم":
صراحة، رد غريب جدا، يعني ما تخرجش لأجل حقك، وتخرج لمنع من خرج لأجل حقه. وهذا الرد يدل على الخوف، ويدل على أن الناس ما يديروش كونفيونس في بعضاهم. فالجميع يظن أن الشباب/الشعب الجزائري كي يخرج لازم يكسر، لازم ينهب، لازم يفسد ... وهذا خطأ، فالشباب الجزائري واعي، مثقف، و زعما فاهم، فلو تركت له الفرصة لعبر عن رأيه بطريقة سلمية وحضارية .. وما حدث منذ مدة -في الشهر الماضي- لا يمكن وصفه بمظاهرة وإنما هو "تخريب مباشر" .. فالتظاهر يكون في وضح النهار وليس في منتصف الليل ...
" الجزائر بلاد ديموقراطية"
لا يا أخي ليست دموقراطية، فلو كانت ديموقراطية لما كان الرئيس يحكم كما يشاء، يعدل الدستور كما يشاء ... لو كانت ديموقراطية لكان البرلمان هو الهيئة التشريعية وليست أطراف أخرى ... فالبرلمان فيه أناس لا يدخلونه ربما من العام للعام .. لأنهم لم يكونو منضبطين يوما ... ربما لم يدرسو حتى ... ربما لم يدخلو الجامعة ... فكيف له أن يكون منضبطا.
*************************************************
التظاهر حق مشروع للجميع، في كل الأمم. والتغيير سنة الحياة ... وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (بمعنى الآية) ... وكما تكونو يولى عليكم ..
تكونو ساكتين ... ياكلكم بوبي ... ويحكمكم من لا يستمع إليكم
تكونو واعيين وعارفين بحقوقكم ... يحكمكم من يحترم حقوقكم ويعرف واجباته
************************************************
خلاصة: لا تكونو كمن "يلعب ولا يحرم" ... يا أخي/أختي ما تلعبش ... لا تتظاهر ... وأسكت ...
والسلام