السلام عليكم ....من الموازين التي انقلبت والمعايير التي اختلت عند اكثر المسلمين اليوم ان صار احدنا لايفرط في حقوقه على غيره ابدا ولا يتنازل عن شيء منها وان فعل فعلى مضض ولو سلب منه قدر يسير لوجد في نفسه وتالم لذلك تالما شديدا وقد يبذل الجهد المضني ويركب المشاق المكلفة لاسترداد حقه والمطالبة به واما اذا تعلق الامر بحقوق الله عز وجل فقد يعتدى عليها جهارا نهارا فلا يغضب ولا يتاثر ولا يحرك ذلك شعرة من بدنه ويشاهد الوانا من الشرك تضرب باطنابها خلال الديار ولا يذرف دمعة واحدة على اعظم حق من حقوق ربه عزوجل وهوالتوحيد ولايبذل في سبيل تصحيح هذا الوضع شيئا يذكر وتراه يمتلكه الغضب ويثور ويملأ الدنيا ضجيجا وصخبا عند سماعه او قراءته لخبر مفاده ان مسؤلا او مديرا اختلس مالا من المال العام او نهب عقارا من العقارات اوسطا على بعض الممتلكات لكنه لا يجد في نفسه تللك الصورة الغضبية عند مطالعته او سماعه لخبر يفيد ان في بلدة ما اعيد بعث ضريح توقد عنده الشموع او تشييد قبة يتمسح بها او ترميم قبر يطاف حول .....ان قلب المسلم اذا كان مشبعا بالتوحيد كاد يموت كمدا اذا رات عيناه اوسمعت اذناه مثل هذه المظاهر الشركية التي تخرق الاسلام خرقا ...ووالله ليس شيء اضر على الامة افرادا وجماعا حكاما ومحكومبن من ان يفشو فيهم الشرك المنافي للتوحيد ثم لا يكاد ينكر بل الاغرب والاعجب ان يقدم على انه الاسلام الذي لابديل عنه...والمسلم المتبع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم يبغض جميع الذنوب صغيرها وكبيرها لكن لا يخفى عليه تفاوتها ففي الصحيحين سال ابن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعضم قال (ان تجعل لله ندا وهو خالقك ) قال قلت ثم اي قال(ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك ) قال قلت ثم اي قال (ان تزاني حليلة جارك )قال وانزل الله تعالى تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم (( والذين لايدعون مع الله الها ءاخر ولايقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون )) الاية فهذا الترتيب يجعل الشرك بالله تعالى من اعظم الذنوب على الاطلاق الذي لاينبغي ان يستهان بامره ابدا لانه لايدع لصاحبه حسنة ويناى به بعيدا عن ولاية الله ومغفرته ويجره الى النيران جرا قال تعالى (( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا )) وقال تعالى (( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار وما للظالمين من انصار )) الايات ....فلا جرم ان يكون التوحيد مفتاح باب الاصلاح وهو اول سبيل الرشاد وهو خطام وزمام التغير وهو منار طريق الخروج من كل ازمة وضائقة فليكن عليه مدار حياتنا وتفكيرنا وجميع تصرفاتنا ونرفع شعار التوحيد اولا وآخرا.... عن مجلة الاصلاح...