السلام عليكم
أكتب هذه الكلمات في الوقت الذي تشهد فيه بعض الأقطار العربية المسلمة اضطراب وتأجج وغليان
نتاج فساد طال الصغير والكبير وعم الناس وما كان ليكون هذا الفساد لولا الظلم وخيانة الأمانة واستغلال
الحكم في غير مصلحة الشعوب , هذا الذي أتحدث عنه هو ثورة الشعوب ورغبتها في التغيير والخروج
من مستنقع متعفن لا تصلح فيه الحياة , وطبيعي أن يكون البعض منا تأقلم وفقد الشعور بحقيقة الواقع واستأنس بالوضع المزري ووجد قناعة في بعض الأفكار التي تدعوا الى الخمول ومواكبة الحال مخافة الوقوع في شر
أكبر من الشر الحاصل .
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
هذا الحديث يعطي صورة المجتمع المسلم ويميز الأمة المسلمة عن باقي الأمم فكيف أصبحنا طبقات
واحدة تحيى في النعيم والأخرى تشقى في الجحيم كيف تتقبل الشعوب هذا وهي ترى حكامها تتنعم
من ثروة وخيرات البلاد شباب فتح عينيه على أفق مسدود ومستقبل مظلم فهل نكذب هذه الجماهير
الملتهبة في الشوارع هل يصدق أنها غرر بها وهي تحمل لافتات المطالب هل نكذب هذه الإنتفاضات
الداعية الى تغيير رجال لم يعودوا صالحين في مناصبهم ولم يعدوا قادرين على خدمة الشعوب والأمة
هل نبرر فعل الشعوب بتوجيه القوة الخارجية أم نصدق دافع التغيير الذي زرعه الواقع المر في النفوس
فهبت الجماهير وانتفضت مطالبة بتحسين أوضاعها وترشيد الحكم ما يخدم مصلحتها ومصلحة الأمة
هل نلوم وسائل الإعلام التي تفضح حقيقة الوجوه المقنعة التي جثمت على صدر الأمة سنين وعطلت
فيها الحياة وجعلتها في اسفل السافلين هل ترنا نعلل الخير باقي وأي خير هذا الذي نتمسك ونهدأ لإجله
ونحن تحتى عجلة التاريخ مسحوقين لا نكاد نبين أليس من الظلم أن ننتظر أن ينطق الحجر لتتحرر
فلسطين أم فلسطين ما عادت جزأ منا وغيرها من اقطار الأرض الإسلامية المنتهكة وماذا قدمت
هذه الأنظمة للأمة غير تمزق افرادها وتناحرهم أليس هذا هو الواقع .
فهل يفعلها اليوم الحكام بتصالحهم مع أنفسهم ومع شعوبهم أم يفرون ريثما يتضح لهم منفذ آخر
أم يتمادون في غطرستهم وظلمهم .
أكيد لن ينفع اليوم أمام نهضة الشعوب الا الجد والصدق سواء من طرف الحكام أو الأفراد الفاعلين
في المجتمع , وإلا كان الفساد الأكبر الذي يعيدنا الى ما قبل فجر الإسلام فمخاض الأمة على اتجاهين
اما الخروج الى واقع أحسن وأفضل أو واقع أسوا من الحاضر
لنقول للجميع ليس ما يحدث اليوم هو الجوع بل حركة التغير التي تدفع الشعوب للتحرر من سبات ونوم
طال أمدا لنقول للجميع هو وعي الشعوب فكفى ذر الرماد على العيون وكفي مغالطة الناس وذم الشعوب
لست سياسيا ولا متحزبا ولكن مواطن يتنفس من واقعه وكما يراه بل أؤمن انه لا بديل عن ثورة تقود الى
التغيير ثورة تعيد مجد الأمة الضائع ولن ينصرها غير الشباب هذا الشباب الذي فتح عينه على واقع سيء
وهو له رافض
نعم ثورة تلهب الشوارع بصوت مسموع ليرحل اللصوص عنا نريد رجال صادقون يخدمون أمتهم
أم على الأفواه أن تظل مكممة لا صوت لها هذه إرادة الشعب في الحياة