الحب غباء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحب غباء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-19, 21:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
امينعامري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الحب غباء

غباء الحب !حماقه الحب ! سمُ زعاف!!!!!!



استمعت تاْلمت كثيراً وانا اقراء ....لكن فعلاً هذا الواقع المرير
ها انا انقل لكم الواقع .......




مرام ، فتاةٌ جميلة ، تبلغ من العمر 17 عاماً ، تسمع بالشباب لكنها لم تختلط بهم ، و ذلك لصعوبة ذلك في بلدها. وَصَلَت للمراهقة و خاضتها و الفضول يملأها عن الجنس الآخر. تسمع بقصصهم من صديقاتها اللاتي يحادِثنَهُم ، و لكنها لم تفعل ذلك من قبل. أعطتها إحداهم رقم أحدهم ، و حثّتها على التجربة. أخذت مرام هاتفها المحمول و حادثت ذلك الشاب ليلاً. و كم كانت تجربةً جميلة! إنه لبق ، مرح ، في مثل عمرها ، سلس الأسلوب ، ذكي ، و ذو شخصيةٍ ذكوريةٍ طاغية ، أسَرَت قلبها. أغدق عليها الشاب عبارات الحب ، حتى ظنَّت أن لا أنثى غيرها على وجه الأرض ، و كان الشاب صادقاً في حبه ، فلم يكُنْ يُحادث غيرها ، و كانا يتخيلان بعضهما و قد تزوجا و صار لديهما أبناء و بنات. لم تكن هي مثل العابثات اللاتي يعرفن نصف شباب مدينتها ، و لم يكن هو من العابثين الذين يعرفون شابات الدولة كلها و قليلاً من دولٍ أخرى. كان حباً بريئاً عذرياً لشابٍ و شابة يستكشفان الحياة معاً.
في يوم من الأيام ، استمع أخو الفتاة إليها صدفة ، و عرف أنها تكلم شاباً ، فثارت الشياطين في رأسه و اضطَرَبَت ، و استشاط غضباً ، و كاد أن يقتلها ، و عَلِم الوالد ، فكفَّ الأخ ، و عاتب ابنته ، و حذّرها من مثل هؤلاء ، و نصحها من خبرته ، و طلب منها عدم محادثتهم مرة أخرى. رضخت مرام للواقع ، فهي بين بطش أخيها أو عتاب والدها الحبيب (و الذي قد يتحول لاحقاً إلى غضب) ، فأزالت رقمه و تجاهلت مكالماته على مضض.

لكن هذا صعب عليها. مرام فتاة ، و الإناث ذوات مشاعرٍ جيّاشة ، و يصعب على مرام أن تتجاهل ذلك الشاب الذي أحبّته من كل قلبها. كل ما رنَّ هاتفها و تجاهلَتهُ ، أحسّت بحرقةٍ في قلبها ، و ألم ، و عذابٍ لفؤادها الشاب الصغير. تتذكره ليلاً ، تطيل السهر ، صوته يرنّ في عقلها ، سلاسة أسلوبه لا زالت تُشعرها بالخَدَر ، صوته الرجولي يأسرها و يفجّر أنوثتها تفجيراً.

تركت الأكل ، بدأت تتغيب عن الدراسة. أحسّت أنها حُرِمَت من رفيق عمرها ظلماً.

ساءت درجاتها ، أخذت ترسل رسائل المعاناة للمجلات النسائية ، و تبكي في أعماق الليل و أطراف النهار وحدها. لا تجرؤ على التصريح به.

و مضت الأيام ، و الأسابيع ، و الشهور ، و هي مرضىً ثكلى ، لا تأبه لذِكر الزواج و لا يهمها خبرٌ عن فلانة أو حديثٌ عن علانة. و لا تزال مرام تعاني إلى الآن....



مرام فتاةٌ خيالية ، و لكن مثلها موجود ، و هذه القصة (و أمثالها) تقودني إلى هذا الرأي: الحب شئٌ حقير.

أقصد بذلك العشق ، الذي ضحكتُ على أهله كثيراً ، و سخرتُ من أشعارهم ، و ازدريت تأوّهاتهم.

قلوبٌ ضعيفة ، واهية ، ترى الجميل فتَعْلَق به ، و تُلهِب به خيالها ، و تغذو به أمانيها ، و هي تعلم أنْ لا حظ لها في ما عشِقَت ، فإما الحرمان فالعذاب و السهاد ، أو الزواج فالملل و الرقاد.

في مراهقتي ، رأيت هؤلاء المعذَّبين ، أشعارهم التي ملأت الكراريس و الدفاتر. لم أفهم الأمر قطّ. رأيتهم يتأوهون و يتأففون و يتململون ، يؤكدّون لي أن "الحب عذاب" ، و أثبَتَتْ ذلك الكتب الملأى بعبارات الغرام و المعاناة.

بعد أن شببتُ و نضجت ، و قرأت الكتب التاريخية ، و قصص الأولين ، و رأيت آثار العُشّاق و أحوالهم ، أدركتُ أن هؤلاء الشباب ربما عانَوا فعلاً.

ثم تأملت في الحب نفسه ، و توصلت إلى حقيقة واحدة ثابتة ، يثبتها الكونُ لنا مراراً و تكراراً ، ثم مراراً أخرى ، مرةً تلو المرة و تارةً عقب التارة ، و لا يزال الواقع يُتئِر (أتأر الفِعل: أدامه تارةً بعد تارة) قصص الهيام و الغرام و العذاب و المعاناة ؛ أقول، وصلتُ إلى هذه الحقيقة ، الأكيدة ، التي لا شك في صحتها: أن الحب...........غباء.

و لا أقصد حب العشق فقط ، بل معظم الحب. أي نوع من الحب لهو من أغبى الفِعل.

ما أسخف الإحساس بالحب!

باستثناء الحب الذي في الله و لـلـه (كحب الله ، و رسوله ، و ما إلى ذلك) فإن الحب شعور قاس ، مدمر ، مهلك. إنه طوفان من الإشارات التي تسري في الجسد و القلب ، خالقاً إحساساً عجيباً بالحياة و حرارة الوجود ، و لكن ما الفائدة؟ ما هي فائدة الحب؟ ما الذي يستفيده من يعشق فتاة فيتعلق بها قلبه و يضحي كالملدوغ لا يدري ما يصنع بحاله؟ ما الذي يستفيده من يحب والديه و إخوانه حبا عظيما ، حتى إذا حاقت بهم مصيبة أخذ يصيح و ينوح كألف ثكلى على لسان واحدة؟

ماذا يجني من يحب زوجته حباً عاصفاً ، حتى إذا حاق بها ما يسوؤهما بات مصروعا لا يدري ما يقول أو من يلوم؟ ماذا استفاد؟

رجلٌ يحب أبناءه ، و بفكّر فيهم و في مستقبلهم كل الوقت ، فإذا توفّي أحدهم تمنّى الموت ، ماذا استفاد ذاك الرجل من ذلك الحب الفارغ؟ ماذا جنى؟ ماذا كسب؟ ماذا ربح؟ لا شئ! إنْ هو إلا الألم و الحسرة!

إن الحب شعور بشع ، قبيح ، قاتل. إنه يوهمك أنك تتبع أثر ماء بارد ، حتى إذا ما تجلى أمامك لم ترَ شيئا ، و أدركتَ أنك لم تكُنْ تَتَبع إلا سراباً زائفاً خدعك بالأمل ردحاً من الزمن ثم جرّعَك المرارة جرعاً.

و هكذا الحب: تتبع سراب السعادة حتى إذا ما وصلت للواقع (مكروه يجري لمن تحب) علمت أنك اقتفيت أثر المرارة و الحزن و قد تصورا كسعادة يطلبها الطالبون. مرة أخرى ، ليس العشق فقط ، بل أي نوع من الحب ، بما في ذلك حب الزوجة و الوالد و الولد.

المرء يربط كيانه بشخص آخر ، و هذا الآخر فان ، فسيموت يوما ، و قد يمرض ، و قد يعاني ، بل ربما أساء إليك.

باختصار ، الحب مشروع للبؤس و الشقاء ، و إنها مسألة وقت فقط قبل أن ترى في الحبيب (زوجة ، صديق ، إلخ) ما يسوؤك و تكره ، فما أحدٌ بــِـخالد ، و إنك و إنْ رأيتَ الحب سامياً ، كحب الزوجة ، و الصديق الوفيّ ، بل و حتى الإبن و الأب ، فاعلم أنه مؤقت ، و أن زواله في الأفق ، و استمراره محال ، فماذا تفعل إذا توفّي من تحب؟ صياح و نياح؟ دعاء بالويل و الثبور و عظائم الأمور؟ لطم خدود و شق جيوب؟ ذهول و اضطراب و حيرة و اكتئاب؟ إن الحب (ما خلا حب الله و رسوله و أي حب في الإسلام) لهو طريق وردي ، ينتهي بسواد كالح مريع. أنت تحب كائناً سيزول ، فلماذا تحزن و تُفجَأ إذا مات؟ لماذا تُدهش إذا طلّقت امرأتك أو عقــّـك ابنك؟ لقد أحببتَ بشراً ، و البشر يموتون ، و يكرهون ، و يتقلّبون ، فإذا أحببتَ أي كائنٍ زائل فاستعد أن تخسره يوماً من الأيام.

الحب سيعذبك ، و يجهدك ، و يأكلك حيا ، و لن يُبقي منك شيئا. مرة أخرى ، ليس العشق فقط ، بل معظم أنواع الحب.

فتاة ترى من شاب ما يعجبها ، فتهيم به ، و لا يغادر عقلها ، و تصبح و تمسي و هو شغلها الشاغل ، ثم ماذا؟ يموت؟ يتزوج؟ او تكتشف انه متزوج ماذا تفعل الشابة؟ تستسلم لخناجر الألم و رماح المرارة تعمل في قلبها ، فلا تتركه إلا و قد أضْحَت فتات إنسانة لا تأبه ببقية حياتها.

أقتل الحب في داخلك! أجهز عليه! أُكتم أنفاسه! بعد أن تتخلص من الحب ، ستجد أن حياتك صارت أسهل بكثير. كثير جداً.

لا ينعم في هذه الحياة إلا من لا يعرف الحب. أما من يقول: "لكن الحب شعورٌ لا إرادي ، لا طاقة لي بدفعه" ، و أقول: أما العشق ، فقد كنتُ أنا و غيري (و لا زلنا) لا نعشق و لا نعرف العشق ، و لا نتعرض لمواطنه ، و لا نجد أثراً لسهم إبليس إذا حاول أن يصيبنا ، و كلنا بشر ، فإذا استطعنا ذلك فلا يمنعكم شئ ، إلا ضعف همتكم و وهن قلوبكم.

و أما حب الأهل ، فقد يصعب قتل ذلك النوع من الحب ، لكن الأسهل هو تهوينه و تخيُّل مفارقة ذلك الشخص. أما إذا **اخترتَ** أن تستغرق في حب أخيك أو والدك أو والدتك ، فأنت على موعدٍ مع الأسى و الحزن ، إلا لو كنتم ستعيشون للأبد.

إذا أحببتَ أو أحببتِ ، فاعلما أن نهاية من تحبون إما أن يموت ، أو أن يفارقكم بشكلٍ أو آخر ، و في الحالتين فقد سلكتم سبيلاً مآله إلى فاجعة ، بل فواجع ، و قبل ذلك المعاناة التي لا تنتهي إذا كان الحب عشقاً. إذا وضعتم هذه الحقيقة في أذهانكم ، و تأملتم الواقع (كما أفعل) ، هان الحب في أعينكم و ازدريتموه ، و إذا فعلتم ذلك ، عشتم أهنأ عِيشَة و أرضى حياة.

أما إذا أصررت أن تَعْلَق بالحب و تتشبّث به ، فإنك تستحق ما يصيبك.

العشق .. مرضٌ عقلي.

الحب .. داء.

الحب .. غباء.

الحب .. سمٌّ قاتل.

و هذا فصلُ الخطاب.



منقووووووول









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب, غثاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc