علي بن حاج يدعوا إلى مقاطعة النظام السعودي

[طارق العائد]

بسم الله الرحمن الرحيم

نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ
يدعوا إلى مقاطعة النظام السعودي
الذي آوى طاغية مطلوب للقصاص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
حوار أجرته الهيئة مع نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ حول آخر المستجدات في تونس وهروب طاغيتهاالعميل وإيوائه واستضافته من طرف النظام السعودي.

السؤال:بعد سقوط الطاغية العميل إثر الهبة الشعبية التي قام بها الشعب التونسي البطل وكافة قوى المعارضة على اختلاف اتجاهاتها ومشاربها للنظام الديكتاتوري المدعوم من الغرب الذي جثم على صدر للشعب التونسي قرابة ربع قرن تفاجأت الشعوب العربية والإسلامية وقادة الفكر ورجال الدعوة باستقبال واستضافة النظام السعودي لهذا الجلاد ولذلك رأينا في الهيئة الإعلامية التوجه لنائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن حاج سائلين عن حكم الشرع لهذه النازلة والتي تتمثل في بيان حكم الشرع الإسلامي في نظام يدعي تحكيم الكتاب والسنة وهو في نفس الوقت يستضيف طاغية جلاد لشعبه.

الجواب :الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه أهل الشرف والوفاء.
قبل أن أجيب على سؤالكم الهام والوجيه أود أن أتطرق إلى جملة من النقاط بمناسبة نجاح الثورة الشعبية في إسقاط أحد الطغاة في العالم العربي والإسلامي الذي كان يجددعما منقطع النظير في العالم الغربي المنافق سياسيا وأخلاقيا والذي اعتاد أن يكيل بأكثر من مكيال.

أولاً : فإن الجبهة الإسلامية للإنقاذ تتقدم بالتهنئة الخالصة للشعب التونسي الذي استطاع بعد طول صراع مع طاغية تونس العميل الذي عاثى في الأرض فساداً وإفساداً فكمم الأفواه وعذب الأبرياء وسفك الدماء وقمع رجال المعارضة على اختلاف مشاربها واستحوذ على خيرات الناس وجعلها لقمة سائغة في يد حفنة جشعة من عائلته وعائلة زوجه المجرمة وبعض المرتزقة الذين سخروا أنفسهم ومناصبهم وأقلامهم وإعلامهم في تبييض وتزيين نظام مستبد وإظهاره أمام العالم بأحسن ما يكون بينما هو في واقع الحال نظام بائس كالح الوجه قبيح المنظر يتخفى وراء قناع يبدوا عن طريق الإعلام المحتكر حسن المنظر بهية الطلعة.

ثانياً : كما تتقدم الجبهة الإسلامية للإنقاذ لقوى المعارضة على اختلاف اتجاهاتها التي ذاقت الأمرين في الداخل والخارج بالتهنئة والتأييد والمساندة والتي كانت تعمل داخلا وخارجا منذ سنوات عدة لتوعية الشعب التونسي واستنهاض الهمم وتبصيره بحقوقه المشروعة إلى أن أثمر زرعها واستغلظ واستوى على سوقه فأثمر تلك الهبة الشامخة التي عصفت بالظلم والظالمين، وإن الشعب الجزائري وسائر الشعوب العربية والإسلامية لتشارك الشعب التونسي فرحته الغامرة.

ثالثاً: ليكن في علم الشعب التونسي والمعارضة الجادة بالداخل والخارج أننا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ لا نحبذ التدخل في الشؤون الخاصة بالبلدان فأهل مكة أدرى بشعابها ولكن هذا لا يمنعها من باب الأخوة والمحبة والتخوف من أن تسرق ثورة الشعب التونسي كما سرقت ثورات عديدة في العالم العربي والإسلامي من طرف سراق الثورات كما حدث في الجزائر بعد الاستقلال أو أن تنحرف عن أهدافها النبيلة الذي رفع شعارها الشعب التونسي وهو يقدم دماءه الزكية في سبيل تحقيقها فعلى المعارضة الحقيقية أن تكون أمينة وصادقة وحازمة حتى لا تضيع جهود الشعب التونسي هباءً منثوراً لا سمح الله وتجعل صندوق الاقتراع خير وسيلة سلمية لكسب رضا الشعب وتولي المناصب السياسية على مختلف مستوياتها باختيار الشعب، بعيدا عن النزاعات التي لا نفع فيها.

رابعاً : ليكن في علم الشعب التونسي الشهم البطل أن كل ثورة ناجحة سوف يتصدى لها الذين كانوا ينتفعون من النظام المستبد الطاغية بشتى الوسائل ومختلف المكائد والحيل الظاهرة والخفية والعمل على تشويهها ونقلها من خانة الثورة إلى خانة الفوضى وانفلات زمام الأمور، فعلى الشعب التونسي والمعارضة الحقيقية حماية الشعب وممتلكاته العامة والخاصة من النهب والتخريب التي تمارسه جماعات مشبوهة هدفها التشويه وجعل الشعب يندم على ثورته التي قام بها لا سيما والأمور في بداياتها.

خامساً : أما فيما يخص بيان الحكم الشرعي في إيواء النظام السعودي الضال لطاغية تونس وعائلته المجرمة أظن أن علماء ودعاة ورجال الفكر والسياسة لن يلتزموا الصمت أو السكوت أو دس الرؤوس في الرمال كالنعامة، ما أقدم عليه النظام السعودي المنحرف تعتبر جريمة من الجرائم الكبرى التي ستظل سبة أخرى في تاريخ النظام السعودي الطاغية والطيور على أشكالها تقع، إن إيواء طاغية سفاك لدماء شعبه نهابا لخيرات أمة حكمه معلوم من بالضرورة ألا وهو القصاص منه ومن كل من يأويه ويستضيفه ويقدم له الحماية والرعاية إنما هو مجرم مثله لأنه يدخل في التعاون على الإثم والعدوان وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من آوى محدثا وأعجب العجب أن بعض الدول الغربية التي ساهمت في صناعة هذا الطاغية الجلاد رفضت أن تحط طائرته على أراضيها وبقي معلقا بين السماء والأرض في جو السماء وتخلى عنه أصدقاؤه ليجد في أرض الحرمين الرعاية والحنان ودماء الشعب التونسي لم تجف في شوارع تونس وصدق الله العظيم إذ يقول: "إنكم إذاً مثلهم" فهل بعد كل هذا يصح أن يرفع النظام السعودي شعار الكتاب والسنة وتحكيم الشريعة الإسلامية؟! ونظراً لجريمة إيواء النظام السعودي للطاغية المستبد وعائلته الفاسدة المفسدة نطالب في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشعوب بمقاطعة الشعوب العربية والإسلامية للنظام السعودي كما نطالب أهل العلم والدعوة والفكر الخروج عن صمتهم إعذاراً أمام الله ثم أمام الناس لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس "وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون" وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "إن الله ليمهل للظالم (كما أمهل لطاغية تونس ربع قرن) إذا أخذه لم يفلته" وسوف يتساقط الطغاة الظلمة في العالم العربي والإسلامي الواحد إثر الآخر طال الزمن أو قصر "إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً" كما نطالب الإخوة التونسيين في الدول العربية والإسلامية والغربية بالاحتجاج أمام سفارات المملكة العربية السعودية من أجل تسليم المجرم الطاغية وزوجته وعائلته والأذناب التابعين له إلى القضاء التونسي لتتم محاكمته على جميع جرائمه منذ أن تولى الرئاسة غصباً إلى آخر يوم في حكمه وإلا فإن النظام السعودي يعتبر شريكاً في جرائمه ويجب القصاص منهم أيضاً.



الجزائر : يوم السبت 11 صفر 1432 هـ، الموافق ليوم 15/01/2011

الهيئة الإعلامية
للشيخ علي بن حاج