في ذاك المساء الرهيب عدت إلى بيتي أجر خطوتــــــي
و كأنني لســــــــــــــــــــوء أنتظـــــــــــــر
اللهم لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه فأنا مجرد بشــــر
دخلت ... يا فرحتي من أرى هنا ؟؟ ماريــــا ؟؟؟
منذ مدة لم تزورينا يا شقيـــــــــــــــــــة ...
ابتسَمتْ و بكل حزن قالت : كيف الحال أخية ؟؟
أجبتْ : بخير و الحمد لله ...
و بسؤالٍ تبِعتْ ... و لكن ما بال وجهك مُصفـَـرْ ؟؟
بألمٍ نظرَتْ ... و بصوت متذبذب قالت : يبدو أنك لم تدري بالخبر
خبر ؟؟ خيرا إن شاء الله ما يحمل لنا القــــــــدر ؟؟
تنَـهّدَت .. خير؟ من أين ؟ و روحه معلقة بين الأرض و السماوات
تكررت مجددا النوبات ... و ليس لنا غير الدعــوات
دون وعي وجدتني هناك في غرفة العمليــــــــــات
دكتور كل شيء جاهز تم التخدير بنجاح .. هكذا قالت إحدى المساعِدات
حسنـــا ... ناولينـــــي المقص و ما يلزم من أدوات ...
تفطّن لوجودي ... من فضلكم أخرجوا تلك الفتاة ..
لا أريد غيري و الممرضات ...
لالا أتركوني إنه عمي من رباني ...
دعوني إنه والدي الثاني .. منذ مدة لم يلقاني ..
لا بأس بـُـنيّتي اطمئني فلا خطــــــــــر ..
ستدوم العملية ساعتين لا أكثـــــــــر ..
دكتور يا جراح ... يا من تتقن لغة البتــــــــر ..
أتعلم أن لحظات الانتظار قاسية و تمر كعمر ؟؟
ذاك أبي فارحم عذابي ... ما عدت أقوى على الصبر
قلبي الصغير بألميــــن جُرِح و انفطــــــــر ..
الجسد هنا ... و الروح هناك دون خبــــر ..
صدمتان في موضع واحد تكسران الظهر ..
لا تلوموا أحبتي دمعي الذي انهمــــــــــر ..
فقلبي لألمهما اكتوى بالجمر .. و أنا ما عاد يكفيني الصبر ..
أعذرونــي ما خنت عهدكم ... بل عيوني من خانونـــي ..
طهـــــــورا إن شاء الله ... شفاك الله عمي يا أبي الثاني