السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و كفى، و الصلاة و السلام على النبي المصطفى، و من لآثاره اقتفى. و بعد:
إن قلوب المسلمين لتتفطر من حالنا في ديارنا فقد غرب ديننا و ضيع حقنا و أكل القوي فينا ضعيفنا فصار الإسلام غريبا في داره و المسلمون غرباء بين بني جلدتهم و المؤمن في مثل هذه الفتن مأمور بالصبر أو الإنكار ما استطاع إلى ذلك سبيلا، أما من صبر فله الأجر بغير حساب و أما من جاهد و أنكر فله الثواب العظيم عند ربه.
و الذي أوجب علينا أنكار المنكر هو الذي بين لنا كيف ننكره فرسم لنا معالم الطرق المشروعة و ميزها عما لا يشرع منها فهو الذي جعل من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر و هو الذي بين لنا كيف ذلك الجهاد و فسره.
و إنّ الله قد حرم علينا قتل النفس بغير حق و جعل ذلك من الموبقات و توعد كل من قتل نفسا أو قتل نفسه بالوعيد الشديد، و لا يخفى أن الانتحار لا يجوز لأي سبب من الأسباب و إن عظم و بين قاتل نفسه و الشهيد كما بين الجنّة و النار فالأول متوعد بالنار و الثاني وعد الجنّة.
و لقد مرت على بعض البلاد الإسلامية أحداث و تسارعت فمزجت بين الخطأ و الصواب و لبس فيها حق بباطل و تلاعب في ذلك بعقول فئام من الناس حتى صار عندهم من فعل المحرم رمزا يقتدى به و يدعو البعض للتشبه به
فجميل أن يسقط نظام كفر حارب دين الله سرا و علانية و الأجمل منه أن يحل محله نظام عدل يستمد قوانينه من كتاب الله و لكن ليس من العقل و لا من الدين في شيء أن ننكر منكر الأنظمة بقتل أنفسنا و الانتحار
فمحمد البوعزيزي قد قتل نفسه ظلما و زورا فانتحر و هو قد افضى لما قدم و حسابه عند ربه و لكن نحن بعده كذابون دجالون إن قلنا أنه شهيد و أن تلك شهادة و أنه رمز ينبغى أن يقتدى به
و هذا كلام قيم اقتبسته من مشاركة الفاضلة العمر سراب
اقتباس:
ومغزى الطّرح أوسَع من أن يُحصَرَ في خِلافٍ يُؤجِّجُ بعض الآراء حول ما إذا كان هذا الشابّ المُنتحِرِ شهيدا أم لا !!
ولكنّ المغزى في أن نغتنِم الفُرص ونشحذَ الهمم ونجمع حروفنا في أفكارٍ تُنبِّه إلى خُطورة الوضع..
وإقدام شبابِنا على مثل هذه الجريمة البعيدة كلّ البُعد عن مطالبِ شريعتِنا الإسلاميّة السّمحاء.
فقتلُ أنفُسِنا ليست بطولة وإنّما البطولة في حفظِها وترويضِها على الصّبر والإيمان بالله وبقضائِه وقدره خيره وشرِّه..
|