البكـــــــــر و الثيب

[أحمد الجمل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جابر الجزائري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل أحمد،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جابر الجزائري

يظهر جليّا أنك توترتَ لتعليقي على كلامكم، ويظهر أن سببه أنك ظننتَ أني أسأتُ فيك الظنّ لاختيارك للعنوان " فهلاّ بكرا تعضها وتعضك "،

اعلم غفر الله لي ولك، أنّي تتبعتُ كثير من مواضيعكم ومشاركاتكم حتى قبل تغيير اسمكم السابق، واستخلصتُ يقينا أنكم على خيرا وعلى ثقافة دينية وأدبية عالية تُحسدونا عليها ـ أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحدا ـ.

فبناء على ما سبق، لمّا قرأتُ عنوانكم المذكور، ـ رغم أنكم لم توّفقوا في الاختيار ـ كما سبقتُ وأن شرحتُه لكم وسأزيدك بيانا ـ لم أشك أبدا بحسن نيتكم في اختيار هذا العنوان، بل التمستُ لكم كل الأعذار.

فطب نفسا أخي الفاضل أحمد.

نرجع الآن إلى دوافع تعليقي، فأقول:

سألك الأخ زكريا هل " العضّ من كلام وتعبير رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ :


فكانت إجابتك تأكيد ذلك، وأنّ هذا الكلام من قوله صلى الله عليه وسلم:
هنا وجب عليّ التدخل لأنبهكم أن هذه العبارة "وإن كانت منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم " فهي لا تصح البتّة ـ وسأزيدك تفصيلا ـ .

فهل كل ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم صحيح؟ طبعا لا، إذن يجب بعد أن ننسب أي تعبير للنبي صلى الله عليه وسلم أن نبينّ وجوبا صحة أو ضعف الحديث، لذا كان لزاما عليكم أن تبينوا لمن سألكم أول مرّة عن الحديث أن تبينوا له : " إنّ الحديث من تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن مختلف في صحته، فهناك من صححه وهناك من " زكاها "ـ كما جاء في كلامكم الأخير ـ كما تحفظي على هذا الكلام ـ.

وكان ظنّي فيكم أنكم لم تبحثوا عن صحة هذا الحديث ( وأنا أعترف وأعتذر منكم أخي أحمد لأني لم أنتبه لذكركم تخريج الحديث في مشاركة سابقة )، ولو علمتُم ضعفه لما وضعتموه يقينا كعنوان ـ من باب حسن ظني بكم ـ.

والآن وقفة مع هذا الحديث وموقفكم منّه:
بناء على كلامكم السابق، فقد قلتم :

أقول: بل الحديث لا خلاف في ضعفه ولا يوجد من أهل العلم ـ بعد جهد مظني ـ من " زكى" ( كان من الأحرى أن تقول من صححّ) أو صححّ هذه اللفظة، فإن كان لك أسماء لأهل العلم ـ ودون ذلك خرط القتاد ـ فأفيدونا بها أخي الكريم.

وأمّا إن بنيتُم قولكم " منهم من زكاها"على ما نقله الهيثمي في زوائده :

واعتبرتم توثيق ابن حبان لبعض رواته" : أنّ هذه " تزكية " للحديث وتصحيح له ، فقد جانبتم الصواب فيه:

فالهيثمي أشار إلى علتين في الحديث وهما :

أولا: جهالة الرواي الربيع بن كعب
ثانيا : الاختلاف في بعض رواة فمنهم من ضعفهم لكن وثقهم ابن حبان.

إذن فبناء على ذلك، فلا يمكن أبدا أن يكون الحديث صحيح، فحتى لو رجحّنا توثيق ابن حبان ( وهذا من المُحال بمكان، لإجماع أهل الصنعة على عدم الاعتداد بتوثيقه لتساهله )، فعلة الجهالة تقدح في صحة الحديث، حتى ولو كان باقي الرواة قد بلغوا أعلى مراتب التوثيق.

فأين الاختلاف في تصحيح الحديث وأين هم الذين صححوه؟؟، فابن حبان لم يوثق الحديث وإنما بعض رواته، ولم يصحح أبدا اللفظة ثمّ أن الحديث ولم يتطرق إليه أصلا في كتبه.

وأزيدك فأقول: جهالة الربيع لا غبار عليها ولم يوثقه أحد.

قال الشيخ الألباني : "فالربيع هذا ، هو علة الحديث ، لاضطراب الرواة في نسبه ، المنبئ عن جهالته ، ولاسيما وكان تغير بآخرة "السلسلة الضعيفة 1629).

الخلاصة:

وبالتالي تبين أنّ الحديث ضعيف لا يصحّ ولا يمكن أن يقول أحد بصحته للعلة السابقة المتفق عليها ـ بغض النظر عن تصحيح وتضعيف باقي الرواة).

أمّا تحديكم ـ الذي لم أفهم الداعي منه ـ وهو قولكم :


فهذا ما سوف أثبته لك في المشاركة المستقلة التالية بإذن الله تعالى
انتصاري لعرضي وعرض أخواتي الفضليات اللواتي في المنتدى:

لي زوجة تطالع المنتدى، ولي ابني مراهق منتسب للمنتدى، ولي أخوات فضليات أجّلهنّ وأقدّرهنّ في هذا المنتدى، اعتبرهنّ أخوات لي بالضبط، فَغِرْتُ أن يطلعوا على هذه العبارة ـ والذي لم أقبله أن تكون كعنوان بالدرجة الأولى ـ التي هي عبارة جنسية بحتة، فقمتُ منتصرا لكل هؤلاء ، انطلاقا من عقيدتي وإيماني، فهو انتصار لله ولعرضي وأعراض المسلمات العفيفات الطاهرات، والتي لا أشك لحظة أنك أخي أحمد تغار عليهنّ كما غِرتُ عليهنّ.

فهل أُلام أخي أحمد؟؟

على رسلك أخي : أنا ذكرتُ الرابط، لأثبت مصدر ما نقلتُه من كلام الشيخ الحويني الذي ضعّف الحديث وأعتبر أنّ فيه مفاسد.

لم أتهمك بأي شيء أخي أحمد، وما دواعي اتّهامي لكم؟، صدقني لم أفهم.

هذه كانت عليّ أشدّ، وهذا اتّهام خطير لشخصي قد سُجِل، أعدّ له جواب يوم نقف أمام من لا يُظلم عنده أحد.



أولا : ما كان عليك أن تتلفظ بهذا الكلام الاستفزازي الظالم، أخي أحمد، والذي سُجل في صحيفتك.

ثانيا: لم افهم قولكم أني أرسلتُ إليكم تقييم فارغا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا أجادل بالباطل أبدا , أخى الفاضل

واعلم أننى من فضل الله أتحرى الدقة كاملة فى كل ما أورده على لسان النبى صلى الله عليه وسلم

لما أعلمه جيدا من خطر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما أننى كنت مشرفا على القسم الإسلامى بأكمله فى أحد المنتديات
وأعلم جيدا خطورة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وأغار مثلك تماما على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأحمد لك غيرتك هذه

وما استشعرته منى من توتر فى ردى السابق كما قلت

إنما يرجع ذلك لسببين رئيسيين

الأول أنك تركت صلب الموضوع الرئيسى وبنيت كل مداخلتك على العنوان وفقط

ولو نوهت فى مداخلتك على أن العنوان جانبنى فيه الصواب أما باقى الموضوع فلا بأس به , لم يكن ليحدث أى خلاف

ولكن من مداخلتك التى تحدثت فيها بوجه عام

ظهر منها جليا للعامة والذين لم يقفوا على كثير من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم أن الموضوع برمته يعج بالأحاديث الضعيفة
وأنه لا يصح من أساسه

السبب الثانى والأهم

هو ما توقعته تماما
ليطل علينا بعضهم وهو متكئ على أريكته ليقول عن حديث صحيح للنبى صلى الله عليه وسلم

لا يعجبنى هذا اللفظ

أستغفر الله

لا يعجبه لفظ النبى صلى الله عليه وسلم

وأسخن إقبالا

ينتقى من كلام النبى صلى الله عليه وسلم ما يوافق هواه

ويترك من كلام النبى ما لا يوافق هواه

أما بخصوص الخلاف على العنوان

فقد أوردت لك مصدره من الموسوعة الحديثية
ولستُ أعلم من ابن حبان بعلم الحديث

وإليك من مصدرك أنتَ الذى استشهدت به

هذا الكلام لعل الصورة تتضح لك أكثر
مع العلم أنك لم تستشهد إلا بالشيخ الألبانى رحمه الله
وهو ليس كل رجال الحديث

قال الشيخ الأباني رحمه الله في [ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (4 / 133)]

حديث رقم :1629 - " فهلا بكرا تعضها وتعضك " .

ضعيف .

أخرجه الآجري في " تحريم النرد والشطرنج والملاهي " ( رقم 5 - نسختي ) من طريق داود بن الزبرقان عن مالك بن مغول عن الربيع بن كعب بن أبي كعب
عن كعب بن مالك قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فعرست
ذات ليلة ، ثم غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يسأل رجلا رجلا : أتزوجت يا فلان ؟ أتزوجت يا فلان ؟ ثم قال : أتزوجت يا كعب ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : أبكر أم ثيب ؟ قلت : ثيب ، قال : فذكره " .

قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، داود بن الزبرقان متروك . والربيع بن كعب بن أبي كعب . هكذا وجدته في نسختي ، وأصلها مما لا تطوله الآن يدي ، لأنظر هل الخطأ منه أومن ناسخها .

فقد أورده البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 248 )

وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 1 / 2 / 454 ) هكذا : " ربيع بن أبي بن كعب الأنصاري " ،

وزاد ابن أبي حاتم : " ويقال : ربيع بن كعب بن عجرة " . وذكرا أنه روى عن أبيه ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ، غير أن البخاري قال : " قال أبو عبد الله : موسى بن دهقان : يقولون : تغير بآخرة " .

قلت : وموسى هذا لم يذكرا سواه راويا عن الربيع بن أبي . والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 259 ) من رواية الطبراني عن الربيع بن كعب بن عجرة عن أبيه و قال : " ولم أجد من ترجم لربيع ، وبقية رجاله ثقات ، وفي بعضهم ضعف ، وقد وثقهم ابن حبان " .

قلت : وقد رواه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 272 )

وكذا الطبراني في " الكبير " ( 19 / 149 / 328 ) من طريق موسى سمع الربيع بن كعب بن عجرة عن أبيه به .

وفي رواية للبخاري عن موسى عن الربيع بن أبي بن كعب عن أبيه .

ثم وقفت على النسخة المطبوعة من " تحريم النرد " بتحقيق محمد بن سعيد ، فوجدتها مطابقة للأصل الذي نقلت عنه ، ولكن المحقق لم يتنبه للفرق بينها و بين ما في " التاريخ " و" الجرح " مع أنه عزاه إليهما ؟ وادعى أن البخاري سكت عنه ! وقد عرفت أنه ذكر أنه تغير !

فالربيع هذا ، هو علة الحديث ، لاضطراب الرواة في نسبه ، المنبئ عن جهالته . ولاسيما وكان تغير بآخرة .

والله تعالى أعلم .

شكرا جزيلا لك