انصاف الرجال...
ماذا كان يعني لو ان السجال لم يكن، يوم لنا و يوم علينا، ما كان للحياة من فهم و لا للأمور من توازن يصنعها و لا كان في سيرة الناس من حكم و لا كان لهم قوانين يسرون عليها، يقوم فيهم القائم يعلو و يعلو وحين ينتهي تكون الارض مستقره...
هذا الذي كنى نفسه مخلصا و حاملا لمفاتيح ليست عند غيره، يقول احببتموني ولست احب سر حبكم لي و اسرافكم فيه و ما أنا بتارك ما اكره اذ انتم من تدعونني اليه و لا ارى احدا غيري بقادر على صرف الامور التي تحبون و ما انتم بعلم لما في جوفي حتى يكره غيركم ما احببتم في، الا و ان الامر صار لي كما اشتهي و اعدن القيد لمن صرف امره عني وأجعل لاثره مكانس تمحي وجوده في المستقبل اذ أني من يكتب تاريخه وينفث في عقول احياء المستقبل ما يريد ....
لقد علم ضعف الناس و هوانهم و اتباعهم اهواهم، دك عليهم ما دك حتى اخضعوا لنزواته، الا ان في ذلكم لدلالة على الخسران.
يقول ما تركتكم الا لشأن فيه صلاحكم و اني عدت اليكم احمل في يد جنة و في اخرى نارا فمن اراد حبي جعلت له الجنة و من ارادني بسوء جعلت له ناري دواء ، انني البهي الطلعة النقي الصفي الذي يعلم و يجهل الكل انه يفتح ابوب الرحمة و يطفئ الفتنة و يمسك و قود نارها يسلطها متى انفلت الامر من يده على الاشقياء.
ان له خزائن مليئة بالجوهر وانه يعفو عن المدانين و يقصم ظهر المدينين و لا اصل للفقير عنده اذ لا و جود له.
حقوق النص محفوظة لصاحب النص.